عاشت سورية خلال السنوات الست الماضية حرب شعواء مازالت مستمرة حتى اللحظة، وكانت قد أتت هذه الحرب على مختلف قطاعات الدولة وخاصة الاقتصادية بخسائر فادحة تقدر بمئات مليارات الدولارات، وقطاع النفط من أهم هذه القطاعات الحيوية الهامة التي تشكل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد السوري حيث بلغت خسائرها ما يفوق 65 مليار دولار، وفق ما جاء على لسان وزير النفط والثروة المعدنية في الجمهورية العربية السورية المهندس علي غان، وهنا وفي ظل هذه الظروف القاسية تظهر العديد من التساؤلات وفي مقدمتها:
ماهي الخطط الاستراتيجية التي اتبعتها وتتبعها الدولة لتغطية العجز القائم في هذا القطاع الذي تسيطر على جزء من منشآته تنظيمات إرهابية كتنظيم "داعش" وما دور الحلفاء في هذا الدعم؟
ما هو دور الحلفاء في قدرة الدولة السورية على الصمود والقدرة على تأمين الاحتياجات المترتبة على هذا القطاع بما يلبي متطلبات الحياة للشعب السوري وخاصة الحليف الروسي؟
لمن الأولوية في إعادة بناء القطاع النفطي وبناه التحتية وعلى أي أسس سوف يتم التعامل بهذا الشأن؟
حول هذه التفاصيل كان لنا حواراً خاصاً مع السيد وزير النفط والثروة المعدنية السوري المهندس علي غانم
بخصوص العلاقات الروسية السورية في ظل الظروف الراهنة، قال الوزير غانم:
العلاقات الروسية السورية علاقات قديمة وتعود إلى عشرات السنين، تم تأسيسها من قبل القيادتين الروسية والسورية بشكل متين تعدى حدود الصداقة، وبنيت العلاقات الوطيدة بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى خلال الحرب الجائرة على سورية كان الصديق الروسي ومازال على الأرض يقدم الدعم لسورية، وهو مع القوات السورية في الميدان يقف جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري لمقاتلة الإرهاب العالمي ودحر العصابات المسلحة عن الأرض السورية، فالتعاون الوثيق والكبير بين روسيا وسورية ليس جديداً، فهو يعود إلى عشرات السنين وقد تجذر هذا التعاون خلال الفترة الأخيرة في عهد السيد الرئيس بشار الأسد والسيد الرئيس فلاديمير بوتين، ونتائجه على الأرض واضحة في كافة المجالات.
وفيما يخص عمليات التدمير الممنهج للقطاع النفطي قال الوزير غانم: ً
ليس غريباً على أحد أنه كان هناك استهدافاً ممنهجاً للقطاع النفطي من قبل العصابات المسلحة، وما يدعى بتنظيم "داعش" الإرهابي، المدعوم من الدول الإمبريالية والتي ساهمت في ظهوره ونشأته على الأرض وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لقد وصلت خسائرنا في قطاع النفط بسبب هذا الاعتداء الممنهج إلى حوالي "65" مليون دولار أمريكي، كنتيجة لاستهداف البنى التحتية للمنشآت النفطية والقطاع النفطي، وهناك خسائر مباشرة وغير مباشرة في هذا القطاع الحيوي، عدا عن الخسائر في الأرواح من مفقودين وشهداء وجرحى، نحن منذ اللحظات الأولى ونتيجة تداعيات أحداث الحرب كانت هناك جهوداً كبيرة للحكومة في الاعتماد على الذات وإيجاد البدائل في المشتقات النفطية، وأيضاً استمرت عمليات الاستكشاف وعمليات الحفر والتنقيب في المناطق الأخرى، وبالتالي كان هناك عدة حلول جديدة كبدائل خلال الفترة الماضية من سنوات الحرب.
وأردف الوزير غانم قائلاً: خلال فترة الحرب كان هناك الأصدقاء الذين وقفوا مع سورية وكانت وقفة ليست فقط سياسية وإنما على الأرض من خلال امتزاج الدم السوري مع دم الحلفاء في مصارعة وقتال الإرهاب العالمي الموجود على أرض سورية، سورية والحلفاء يدافعون عن العالم ضد هذا الإرهاب الموجود الآن على الأرض السورية، وبالتالي التوجه في إعادة الإعمار وفي وضع الخطط الاستراتيجية، وفي إعادة تأهيل وبناء البنى التحتية المدمرة سواء كان في المنشآت النفطية أو غيرها من المجالات الأخرى هو حكماً نحو الأصدقاء.
ثم ختم الوزير غانم حديثه بتوجيه رسالة إلى روسيا قيادة وشعباً جاء فيها:
نتوجه بالشكر والتحية إلى جميع الشعب الروسي، إلى حكومته وقيادته وعلى رأسها السيد الرئيس فلاديمير بوتين، على المواقف الأخوية الصادقة في دعم سورية، ونحن نطمح في أن ترتقي هذه العلاقات إلى مستوى التضحيات على الأرض، وإلى مستوى الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري بمساعدة الحلفاء وعلى رأسهم الجانب والصديق الجيش الروسي.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم