سبوتنيك: سيادة الوزير أهلاً ومرحباً بكم
الوزير غانم: أهلاً بكم في دمشق
سبوتنيك: سيادة الوزير العلاقات الروسية السورية لا تحتاج إلى شرح وتوضيح، مرت سورية في ظل المرحلة الحالية بظروف صعبة جداً، استدعت الحاجة بسببها إلى الكثير من الدعم في مجال النفط وخاصة بعد أن سيطر تنظيم "داعش" الإرهابي في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية على مواقع استخراج النفط والغاز في مناطق أخرى، ومع ذلك ورغم فداحة الخسائر لم يظهر تغير كبير في الوضع في هذا القطاع، هلا شرحتم لنا السبب؟
الوزير غانم: في الحقيقة العلاقات الروسية السورية علاقات قديمة وتعود إلى عشرات السنين، وهي علاقات قوية تم تأسيسها من قبل القيادتين الروسية والسورية بشكل متين تعدى حدود الصداقة، وبنيت العلاقات الوطيدة بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى خلال الحرب الجائرة على سورية كان الصديق الروسي ومازال على الأرض يقدم الدعم لسورية، وهو مع القوات السورية في الميدان يقف جنباً الى جنب مع الجيش العربي السوري لمقاتلة الإرهاب العالمي ودحر العصابات المسلحة عن الأرض السورية، فالتعاون الوثيق والكبير بين روسيا وسورية ليس جديداً، فهو يعود إلى عشرات السنين وقد تجذر هذا التعاون خلال الفترة الأخيرة في عهد السيد الرئيس بشار الأسد والسيد الرئيس فلاديمير بوتين، ونتائجه على الأرض واضحة في كافة المجالات.
سبوتنيك: سيادة الوزير، نحن نعلم أن سورية وقعت في أزمة كبيرة مفتعلة إقليمياً ودولياً، حتى تطور الوضع فيما بعد إلى ظهور هذ الوحش المسمى بتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يسيطر على مناطق استخراج النفط في الشمال والشمال الشرقي السوري وعلى الغاز في مناطق أخرى، ماهو الخط البياني لهذه السيطرة، وكيف تعوضون النقص الحاصل في هذه المادة لتغطية احتياجات الشعب؟
الوزير غانم: طبعاً ليس غريباً على أحد أنه كان هناك استهداف ممنهج للقطاع النفطي من قبل العصابات المسلحة، وما يدعى بتنظيم "داعش" الإرهابي، المدعوم من الدول الإمبريالية والتي ساهمت في ظهوره ونشأته على الأرض وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، لقد وصلت خسائرنا في قطاع النفط بسبب هذا الاعتداء الممنهج إلى نحو 65 مليار دولار أمريكي، كنتيجة لاستهداف البنى التحتية للمنشآت النفطية والقطاع النفطي، وهناك خسائر مباشرة وغير مباشرة في هذا القطاع الحيوي، عدا عن الخسائر في الأرواح من مفقودين وشهداء وجرحى، نحن منذ اللحظات الأولى ونتيجة تداعيات أحداث الحرب كانت هناك جهود كبيرة للحكومة في الاعتماد على الذات وإيجاد البدائل في المشتقات النفطية، وأيضاً استمرت عمليات الاستكشاف وعمليات الحفر والتنقيب في المناطق الأخرى، وبالتالي كان هناك عدة حلول جديدة كبدائل خلال الفترة الماضية من سنوات الحرب.
سبوتنيك: سيادة الوزير، هذ الحالة التي تعيشها سورية تحتاج إلى خطة استراتيجية ضخمة في مثل هذه الظروف، في ظل التهويل القائم والتخويف من التدخل البري أو الجوي وما شابه، بالرغم من أن من يهدد لا يجرؤ على فعل ذلك بسبب صمود الدولة والشعب والجيش بدعم من الحلفاء كما تفضلتم، هذا واضح تماماً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل سورية في ظل هذه الظروف قادرة بالفعل على استيفاء شروط الخطة الاستراتيجية التي يجب أن تكون بموازاة النجاحات التي تحقق على الأرض في المجال العسكري؟ لأنه بدون ذلك لا يمكن أن تستمر سورية في الحفاظ على صمود جبهتها الداخلية.
الوزير غانم: كما ذكرت الانتصار قريب، وبدأت بشائره تلوح في الأفق، ونحن حكما قادمون على هذا النصر، ودحر الإرهاب عن الأرض السورية، كانت هناك خططاً موضوعة في وزارة النفط لإعادة تأهيل البنى التحتية والمنشآت النفطية فور إعادة تحريرها من سيطرة التنظيمات والمجموعات الإرهابية المسلحة، وهذه الخطط ضمن العوامل الزمنية والعوامل الكمية والمالية، وبالتالي الخطط المستقبلية والاستراتيجية موضوعة بشكل مترافق مع عمليات التحرير والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الأرض، وطبعاً هناك تعاون كبير مع الأصدقاء الروس من خلال الشركات العاملة على الأرض السورية التي لم تغادر سورية طيلة فترة الحرب، وأيضاً هناك شركات أخرى يتم التعاون معها على الأرض في القطاع النفطي، وكما ذكرت الخطط المستقبيلية والخطط الاستراتيجية موضوعة وجاهزة وهي مترافقة مع خطوات التحرير التي يقوم بها الجيش العربي السوري.
سبوتنيك: هل سيشارك الحلفاء في هذه الخطط الاستراتيجية، ولمن الأولوية؟ لماذا أسأل هذا السؤال سيادة الوزير، أسأله لأننا نرى أن هناك لقاءات واجتماعات ومخططات أوروبية وغير أوروبية تتحدث عن إعادة إعمار سورية، وهي بالأساس كان لها دور بشكل أو بآخر فيما يجري في سورية، وفي هذا الاتجاه كانت هناك تصريحات للرئيس الأسد حيث أكد أن الأولوية هي للحلفاء مثل روسيا والصين وإيران؟
13 أبريل 2017, 13:52 GMT
الوزير غانم: طبعاً خلال فترة الحرب هناك الأصدقاء الذين وقفوا مع سورية وكانت وقفة ليست فقط سياسية وإنما على الأرض من خلال امتزاج الدم السوري مع دم الحلفاء في مصارعة وقتال الإرهاب العالمي الموجود على أرض سورية ، سورية والحلفاء يدافعون عن العالم ضد هذا الإرهاب الموجود الآن على الأرض السورية، وبالتالي التوجه في إعادة الإعمار وفي وضع الخطط الاستراتيجية، وفي إعادة تأهيل وبناء البنى التحتية المدمرة سواء كان في المنشآت النفطية أو غيرها من المجالات الأخرى هو حكماً نحو الأصدقاء.
سبوتنيك: سيادة الوزير، الشعب الروسي أظهر محبة ودعماً كبيرين للشعب السوري، انطلاقاً من تاريخية العلاقة وحميمتها كما تفضلتم، إذاً ماهي الرسالة التي تتوجهون بها إلى الشعب الروسي؟
الوزير غانم: كما ذكرت العلاقات الروسية السورية هي علاقات قديمة جداً متجذرة في كافة المجالات، ونحن نتوجه بالشكر والتحية إلى جميع الشعب الروسي، إلى حكومته وقيادته، وعلى رأسها السيد الرئيس فلاديمير بوتين، على المواقف الأخوية الصادقة في دعم سورية، ونحن نطمح في أن ترتقي هذه العلاقات إلى مستوى التضحيات على الأرض، وإلى مستوى الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري بمساعدة الحلفاء وعلى رأسهم الجانب والصديق الجيش الروسي.
سبوتنيك: سيادة الوزير شكراً جزيلاً لكم
الوزير غانم: شكراً لكم
أجرى الحوار: نواف إبراهيم