وحول أسباب تلك الزيارة الغريبة، وجرأتها، قال الكاتب المغربي لحسن العسبي في تصريح لـ"سبوتنيك": "في تاريخ العلاقات المغربية مع كوبا، القليلين من يعرفون أن العلاقات على المستوى الشعبي قديمة جداً، ومن أوائل البحارة العرب المسلمون الذين وصلوا تجاريا إلى كوبا، هم تجار مغاربة، في القرن التاسع عشر".
وتابع "في السنوات الأولى لاستقلال المغرب في بداية الستينات، من بين الدول القليلة في العالم العربي التي زارها الزعيم اليساري الذي ساهم في ثورة كوبا، تشي غيفارا، والبلد الملكي الوحيد هي المغرب، وكانت له علاقات مع الفاعلين السياسيين المغاربة، بل أنه تم استقباله رسميا في عهد الملك محمد الخامس، من قبل رئيس الحكومة عبد الله إبراهيم، وزار الرباط ومراكش والدار البيضاء وغيرها، وهذه خلفية لابد من التذكير بها".
وحول سبب أزمة قطع العلاقات قال العسبي: "الذي وقع أن العلاقات كانت دائما جيدة على المستويين الاقتصادي والسياسي إلى حدود 1975، والمغرب كانت له أهم اتفاقية لاستيراد السكر مع كوبا، وبعد اندلاع مشكل الصحراء المغربية، كوبا اصطفت إلى جانب
وتابع "من هنا الإثارة الإعلامية والسياسية للزيارة التي يقوم بها الآن العاهل المغربي محمد السادس إلى كوبا، فهناك سؤال مشروع لابد أن يطرحه الجميع، كيف يمكن لرئيس دولة علاقاته السياسية والدبلوماسية مقطوعة مع بلد ما، ويذهب لقضاء عطلة مع عائلته في ذلك البلد".
وأضاف العسبي: "العلاقات بين المغرب وكوبا قديمة جداً، أساءت إليها حسابات سياسية، بسبب مشكلة الصحراء، وأعتقد أن حضور الملك وعائلته لعطلة في العاصمة الكوبية هافانا، وجزيرة أخرى هناك، نوعاً من الاختراق الذكي على المستوى التواصلي، وبالتبعية على المستوى السياسي، لفضاء كان يعتبر أنه مناوئ للمصالح الحيوية للمغرب".
وأكد في نهاية حديثه أن "الأفق سيكون إيجابيا، لما فيه مصلحة القضية المغربية، وله أثر إيجابي على مستوى علاقات بلداننا المغاربية، وخاصة بين المغرب والجزائر، وهي قراءة وإحساس قريب من اليقين".