وقالت ناسا في في مؤتمر صحفي من واشنطن، نقلته وكالة الأنباء الألمانية، إن قمرين أحدهما تابع لكوكب زحل والآخر لكوكب المشترى، أظهرا دلائل حقيقية على وجود المكونات اللازمة لدعم الحياة بهما.
وأشارت إلى أن النتائج، التي التقطها مسبار "كاسيني"، أكدت أن قمر "إنسيلادوس" سادس أكبر قمر تابع لكوكب زحل يحتوي على مكونات الحياة.
ويدور مسبار "كاسيني" الفضائي حول كوكب زحل منذ 13 عاما تقريبا.
كما أوضحت أن قمر "أوروبا"، سادس أكبر قمر تابع لكوكب المشترى يوجد به نفس العوامل أيضا، بحسب نتائج اكتشفها تليسكوب "هابل".
وقال علماء ناسا إن أعمدة ضخمة من الغازات المنبعثة من سطح القمر إنسيلادوس أشارت إلى وجود غاز الهيدروجين، الذى يمكن ان يوفر مصدرا للطاقة الكيماوية للحياة الميكروبية.
وأوضحت أن مصدر أعمدة الغازات هو نشاط حراري مائي على سطح أحد المحيطات بالقمر إنسيلادوس.
NASA just discovered the first food source for potential aliens https://t.co/hzOdYp81Dm pic.twitter.com/SHMmq5ddbK
— Business Insider (@businessinsider) April 13, 2017
وقال باحثون من بعثة كاسيني إن وجود هيدروجين وفير في محيط إنسيلادوس يعني أن الميكروبات — إن وجدت هناك — يمكن استخدامها للحصول على الطاقة من خلال الجمع بين الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون الذائب في الماء.
كما رصد تليسكوب هابل أعمدة "محتملة" تصاعدت في العام الماضي على القمر أوروبا التابع للمشتري، مما يشير إلى ما يعتقد أنه شكل من أشكال الطاقة الكيميائية التي يمكن للحياة أن تتغذى عليها.
وتم رصد هذه النتائج في نفس الموقع، الذي شهد فيه هابل دليلا على وجود أعمدة من الغازات في عام 2014.
وأشارت ناسا إلى أن كافة الصور الواردة من أوروبا دعمت الدليل على أن الأعمدة يمكن ان تكون ظاهرة حقيقية وانها كانت تحترق بشكل متقطع في نفس المنطقة.
#OceanWorlds: A potential chemical energy source for life is pouring into the ocean of #Saturn's moon Enceladus: https://t.co/qlmKmIIUqN pic.twitter.com/gpKTHLdyGB
— CassiniSaturn (@CassiniSaturn) April 13, 2017
فتحات تهوية
وقالت المسؤولة عن مشروع عمل المسبار "كاسيني"، ليندا سبيلكر إنه تم اكتشاف دلائل حقيقية على وجود حياة حالية أو سابقة على القمر إنسيلادوس، خاصة بعدما اكتشفت فتحات تهوية تنفسية في قاع المحيط القمري.
وتابعت قائلة: "نحن نعلم الآن أن إنسيلادوس لديه تقريباً جميع المكونات التي تحتاجها الحياة كما نعرفها على الأرض".
وقال بدوره، كريس غلين، أحد المشاركين في نفس المشروع: "الاكتشاف أظهر أن محيط هذا القمر يحتوي على كيمياء ملائمة محتملة تحتاجها الميكروبات، ونستطيع أن نقول إننا قمنا بأول حساب للسعرات الحرارية لمحيط فضائي".
وأوضحت ناسا إلى أنه تحت سطح القمر "إنسيلادوس" المجمد يوجد مياه المحيط المالحة والهيدروجين الناتج عن تفاعل المياه الساخنة والصخور، ما يشير إلى أن قمر زحل لديه موارد الطاقة النشطة وربما أقرب إلى فتحات البحر الهوائية التي تشبه الحياة على كوكب الأرض.
حياة حقيقية أم وهم؟
وقال بدوره، توماس زوربوشن المدير المساعد لناسا: "لا نعرف ما إذا كان هناك حياة حتى الآن، ولكننا نحرز حالياً تقدماً كبيراً".
من جانبه، قال أيضا أندرو كوتس، أستاذ الفيزياء في كلية لندن الجامعية: "هذا القمر البعيد ينضم الآن إلى المريخ وأوروبا (قمر لكوكب المشتري) كأفضل المواقع المحتملة للحياة خارج الأرض في نظامنا الشمسي".
وأشار أيضا ديفيد روثري أستاذ علوم الأرض في الجامعة المفتوحة البريطانية: "إذا كنا نعلم أن الحياة بدأت بشكل منفصل في مكانين بنظامنا الشمسي، فنحن إذاً سنكون واثقين تماماً بأن الحياة بدأت أيضاً على عشرات المليارات من الكواكب والأقمار حول النجوم الأخرى في مجراتنا".