وجاءت الأديان السماوية في معظمها على ذكر يوم القيامة وحساب البشرية، ودخول المؤمنين إلى الجنة للأبد والكافرين إلى النار خالدين فيها على حد ذكر جميع الكتب السماوية المعروفة.
أبرز علامات الساعة الكبرى
وبرز هناك العديد من المتحدثين والمفسرين لهذه الرواية المهمة، ومن بينهم الباحث الشهير الدكتور علي منصور كيالي الذي أكد في أحد فيديوهاته الشهيرة على أن كتاب القرآن الكريم أعطانا علامات على قدوم الساعة ونهاية الكون. وأشار إلى أن هناك علامات صغرى وهناك علامات كبرى، "وتلك الأخيرة — أي العلامات الكبرى — وردت في القرآن ولذلك تعتبر أكثر أهمية من غيرها" على حد قول الباحث كيالي.
وعن تلك العلامات تحدث كيالي عن انتهاء الرسالات السماوية كما قال القرآن "وما كان محمد أباً أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" الأحزاب 40. وأيضاً "يسألونك عن الساعة أيان مرساها- فيم أنت من ذكراها" النازعات 42-43. يأي
أي أنك أنت علامتها الكبرى، فلماذا يسألون عن موعد الساعة طالما أنك أنت أحد علامات اقترابها؟.
وقال كيالي: من العلامات كثرة الزلازل والكوارث الطبيعية لقوله: وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً" الإسراء 58.
نيازك المشتري رسالة إلهية للبشر
وضرب مثالاً قال فيه: في العام 1993 شاهد كل العالم سقوط النيازك الضخمة على كوكب المشتري، لقد شاهدوا هذا الحدث وهم يضحكون، قال القرآن: "وكأين من آية في السماوات والأرض يمُرّون عليها وهم عنها معرضون" يوسف 105. أي، وكأن الناس لم يخطر ببالهم أن الله يُرينا مناورة إلهية لما سيحدث قريباً على الأرض. على حد قول كيالي.
وأضاف: من ضمن العلامات أيضاً ظهور الدخان، حيث سيأتي دخان كثيف سيعم الكرة الأرضية وبشكل خانق وسيدخل حتى إلى غرف البيوت في المنازل. قال القرآن: "فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين- يغشر الناس هذا عذاب أليم" الدخان 10-11. "إذا فعلاً سوف يأتي دخان كثيف يعُم كل الكرة الأرضية. كما قال كيالي.
ولفت كيالي إلى ظهور علامة كبرى أخرى تتمثل في ظهور دابة الأرض: "إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تُكلّمُهُم" النمل 82. وقال: الكل يظن أنها تُكلم من الكلام، ويجب الوقوف بدقة عند كلمة "تُكلم"، أي أن كلمة "فتكلم" جاءت من "الكَلَمْ" ومن "الجُرحْ".. أي أنه من الممكن أن تأتي آفة حشرية سوف تَجرح الناس.
وأيضاً هناك "يأجوج ومأجوج"، وهو أحد المسائل التي تشغل الناس ليل نهار، فنحن في القرن 21، وبحسب تفاسير بعض الآيات القرآنية فإن يأجوج ومأجوج هم ظاهرة لكل قوم شريرين. "إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض" الكهف 94. فكل قوم مفسدون يمكن أن يطلق عليهم هذه التسمية لأنه من أجّج النار ومَاجَ البحر وهو ما يدل على الفوضى والتخريب.
يأجوج ومأجوج في البحر الأسود وقزوين
وقال: "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون" الأنبياء 96.
وتطرق إلى حديث أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين عندما قال (في المستقبل سنخوض حروباُ بلا دموع)، وبيّن كيالي أن الذي يقصدونه هنا هم جنود مستنسخون لا أب ولا أم لهم، فإذا قتل أحدهم لن يبكي عليه أحد"… وقال كيالي: إن يأجوج ومأجوج مختبئين خلف سد وهما البحر الأسود وبحر قزوين المعروفين، "وبانتهاء علامات الساعة الكبرى تكون الساعة قد اقتربت".
واعتبر الباحث كيالي أن قيام الساعة باتت قريبة جداً وفسّر قوله عندما قال الله للنبي موسى: "إن الساعة آتية أكاد أخفيها" طه 15. والمقصود بكلمة "أخفيها" أي أكاد أظهرها وهو عكس المعنى تماماً. فبحسب بعض العرب فإن "خف الشيء" تعني أزال عنه الخفي بمعنى أظهره، والدليل على ذلك من اللغة العربية الحالية كأن نقول كلمة "مُمرّضة" فهي التي تزيل المرض وليست التي تأتي بالمرض… "حتى إذا فُزّع عن قلوبهم" سبأ 23. أي أزال الفزع عن قلوبهم.
ويقول القرآن بوضوح "أزفت الآزفة" النجم 57. أي أصبحت وكأنها على مرمى البصر وقد اقتربت جداً جداً دون أن ننسى أن هذا الكلام مضى عليه 1400 عام. والكلام للباحث كيالي.
وأضاف: إنها حتمية الحدوث لأن الله عندما يتكلم مع الجانب الآخر "الكافر"، فإن الآيات تأتي في هذا السياق: "إن الساعة لآتية لا ريب فيها" غافر 59. ويضع هنا لام التوكيد، أو لام المزحلقة للتأكيد على الفعل.
قواعد اللغة فيها إشارات حقيقية عن الساعة
ولكن عندما تحدث الله مع النبي موسى، لم يضع هذه اللام وقال له فقط "إن الساعة آتية"، وذلك لأن النبي يفهم قول الله من المرة الأولى. إذا هي حتمية الحدوث ومن يكذب في قدوم الساعة يدخل في الجانب الكافر، ولكن علمها الحقيقي هو عند الله فقط حتى الأنبياء ليس عندهم علم بها. كما قال كيالي.
وأكد القرآن مرتين أن توقيت حدوث الساعة لا يعمله إلا الله، الأولى ذكرها في سورة الزخرف "وعنده علم الساعة وإليه ترجعون" 85. وهنا قدم الخبر (وعنده) على المبتدأ (علم الساعة) "وعندما نقدم الخبر على المبتدأ فإن هذا يفيد في عملية التوكيد".، والتوكيد الآخر جاء في سورة فصلت "إليه يرد علم الساعة" 47. وهنا تقدم الجار والمجرور (إليه) على الفعل (يُرد). وهو توكيد على أن التوقيت لا يعمله إلا الله. كما قال الدكتور كيالي.
وختم كيالي حديث بالقول: أي أن الله وحده هو من يعلم توقيتها لقوله "لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض" الأعراف 187. حتى الملائكة ليس عندهم أي معرفة عن توقيت حدوث الساعة.