نجح حزب "التنمية والعدالة" الحاكم في تركيا من خلال استفتاء أجري في البلاد على تعديلات دستورية في منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صلاحيات أوسع في إدارته للبلاد والتي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها ستدخل حيز التنفيذ بعد الانتخابات المقررة عام 2019 لتتوالى ردود الأفعال المحلية والإقليمية حول تداعيات هذه الخطوة التاريخية في تاريخ تركيا وهي ما كانت تدور حولها حلقة اليوم من برنامج "البعد الآخر" عبر أثير "سبوتنيك" من خلال ضيوفنا من تركيا السيد مصطفى أوزجان المحلل السياسي، والسيد خالد عزي الكاتب الصحفي والخبير في العلاقات الدولية، حيث قال أوزجان في بدايه حديثه لـ"سبوتنيك" حول الشكل العام لنتيجة الاستفتاء التي جاءت بفارق ضئيل بين نعم ولا والتي لوح أكبر الأحزاب المعارضة بتقديم طعون ضد هذه النتيجة قال إنه ليست هناك إشكالية حول هذه النتيجة ولو كان العكس ما حدث بنفس النسبة لكانت التعديلات الدستورية أصبحت مرفوضة فلماذا يطعن على شرعيتها بعد أن جاءت بنعم ولكن إذا ثبت أن هناك طعونا مقبولة من اللجنة العليا للانتخابات بشواهد ثابتة في هذه الحالة يمكن الطعن على النتيجة الكلية لهذا الاستفتاء وتتغير الأمور وماعدا ذلك لا ينظر إليه ولا غبار على شرعية نتائج الاستفتاء.
واستنكر أوزجان الحديث عن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية قبل موعدها لأن هذا يخرق النص في التعديلات الدستورية والذي يقول بأن الانتخابات الرئاسية التي يصوت فيها الشعب لاختيار رئيسه ستكون في 2019
وحول فدرلة تركيا ونفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيته لتحويل النظام التركي إلى نظام فيدرالي قال أوزجان إن هناك تجاذبات داخل حزب العدالة والتنمية وبعض الأطراف يحاولون توسيع صلاحيات المحليات ولكن في الوقت نفسه هناك تأكيد من الحزب نفسه للتعديلات الدستورية لتغيير الدستور وفي المستقبل لا أحد يعلم شيئا حول هذا الموضوع ربما يتغير كلام الرئيس.
وأبدى أوزجان أن العلاقات التركية الأوروبية تشهد توترا الفترة الأخيرة وهم قلقون تجاه الصلاحيات الأوسع للرئيس أردوغان باعتبار أنها غير منسجمة مع التوجه الأوروبي خاصة لو أجرى استفتاء على تطبيق عقوبة الإعدام في تركيا وسوف يؤثر ذلك على مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وأردف أوزجان قائلا إن العلاقات التركية الأمريكية والروسية علاقات طيبة والرئيس التركي رجل مرن يستطيع إقامة تحالفات الفترة القادمة أقوى مع كل من هذه الدول وغيرها مثل الصين.
من جانبه قال خالد عزى الكاتب الصحفي في حديثه لـ"سبوتنيك" إن ما حصل في تركيا من فارق بسيط بين المؤيدين والمعارضين للاستفتاء حصل في دول كثيرة في العالم وهو في حد ذاته جاء بطريقة شرعية وسواء كانت الإصلاحات خطأ أم صوابا فنحن علينا أن نراقب كيف يتم العمل بهذه الصلاحيات لأن الأتراك هم من اختاروا ويجب احترام الصناديق.
وأشار عزي أن فكرة تحويل تركيا إلى نظام فيدرالي المقصود منها هو مساعدة الأكراد ولا يعني إعطاء استقلالية لهم بالرغم من أن الأكراد صوتوا بحوالي 70% لأطروحات الرئيس أردوغان الذي يحاول العودة إلى القومية وإلى تاريخ أتاتورك فهو يرى أنه هو المحافظ على هذه الجمهورية التي أسسها هذا الرئيس القوي ويقول للأتراك بأننا استطعنا من خلال التجربة أن ننقل اقتصاد تركيا ونتحول إلى دولة ترفض البطالة وتحل أزماتها بنفسها.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين