واتبع تنظيم "داعش"، أيضاً، حديثاً، سيارات مفخخة من نوع أخر، تشبه الحمم البركانية عند تفجرها لاحتوائها مادة حارقة يستعملها لأول مرة في تنفيذ هجماته الشنيعة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين أو القوات في مناطق أيمن الموصل.
وكشف المتحدث بإسم متطوعي نينوى، محمود السورجي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الاثنين، عن قيام تنظيم "داعش" الإرهابي، بنشر عدد كبير من عناصره القناصة مع كل واحد منهم "امرأة" رهينة، فوق أسطح المنازل والأبنية في مناطق الساحل الأيمن، ومنها في "حي الثورة"، والتنك وغيرها.
وأضاف السورجي، أن خطة تنظيم "داعش" هذه بوضع المرأة الرهينة قرب القناص الداعشي، كي لا تستهدفهم القوات العراقية، ولا تقصف المبنى، وهذا أسلوب جديد يتبعه التنظيم.
وتابع، حتى في تنقل عناصر "داعش"، منن شارع إلى شارع، ومن حي إلى حي، يحتمون بالعائلات، لاسيما النساء والأطفال، من أجل عدم ضربهم من قبل القوات التي تتقدم لتحرير الإنسان قبل الأرض من سطوة التنظيم الإرهابي.
ولفت السورجي، إلى استمرار تنظيم "داعش" باعتماد السيارات المفخخة ضمن خططه المعروفة، لكنهم بدءوا استخدام صهاريج مفخخة تحمل مادة "القير" لإيقاع أكبر عدد من المدنيين، لأن هذه المادة تنطلق ساخنة جداً تصل إلى مسافات بعيدة.
وبين المهندس موفق، من ناحية القيارة في جنوب الموصل، في حديث لمراسلتنا، ما هي مادة القير: سائل مطيلي نفاذ ولزج جداً استخدم قديماً في طلاء الأوعية كما يستخدم في تبليط وتعبيد الطرق والساحات بعد خلطه مع الحصو المكسر، والرمل وإدخال المزيج في أفران حرارية.
والقيرة مادة عضوية، لكن ليست كيميائية، لكنه يحتوي عناصر كيميائية، وهو ناتج من مادة الإسفلتين الموجودة في النفط الخام، ويظهر بشكل طبيعي مستقر لا يتفاعل مع مواد أخرى، حسب معرفتي لا يمكن استخدامه في صناعة المتفجرات، لكن باستخدامه ممكن أن يعطي خزن حراري عالي وهو يعتبر مادة ملوثة يلتصق بالأجسام ومن الصعب إزالته، مثلما أخبرنا المهندس موفق.
وحسب المهندس، أن القير أساساً من مادة الاسفلتين التي توجد في النفط الخام بنسب مختلفة، حيث توجد الاسفلتين بنسبة 1.38% في نفط خام كركوك، وبنسبة 54% في نفط خام ناحية القيارة، جنوبي الموصل مركز نينوى.
والجدير بالذكر، أن تنظيم "داعش" يرتهن المدنيين الذين يمنعهم من المغادرة والنزوح نحو القوات العراقية، كدروع بشرية يستخدمهم في عرقلة تقدم العمليات العسكرية القائمة للقضاء عليه وتحرير الموصل من سطوته بعد أن استولى عليها في منتصف عام 2014.
وأطلقت القوات المسلحة العراقية مدعومة بغطاء جوي أمريكي عملية تحرير الموصل في أكتوبر 2016 من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي سيطر عليها مع أجزاء أخرى من العراق عام 2014 وتمكن الجيش العراقي من تحرير شطر المدينة الشرقي.