وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن، عبد القادر حباك، المصور السوري، بات "بطلا" في نظر الكثيرين، خاصة وأنه غلب "إنسانيته" على متطلبات عمله ومهنته، التي تقتضي رصد وتصوير الأحداث، حتى لو كانت مآساوية لتوثيقها، وتقديم المتسببين فيها للمساءلة.
وقالت الشبكة الأمريكية إن المصور السوري الشاب، شاهد الانفجار، وكان يلتقط الصور، ولكن بعد فترة وجيزة، سمع أنين الأطفال، ولم يتمكن من تمالك نفسه، ونحى الكاميرا الخاصة به جانبا، وحاول مساعدة الجرحى، وإنقاذهم وتقديم المساعدة لهم، ولكن في بعض اللقطات ظهر وهو متأثر يشعر بأسى بالغ على حجم الدمار والقتلى الذي ماتوا في تلك التفجيرات.
When humanity seems to spin out of control, true inspiration to watch #AbdAlkaderHabak save a child in Syria. Salute to a #TrueHero. pic.twitter.com/Uv0u29s5jA
— Anushree Vaidya (@anushree_vaidya) April 19, 2017
وأجرت "سي إن إن" لقاءا صحفيا مع حباك، قال فيه: "المشهد كان فظيعا، خاصة وأن ترى الأطفال يموتون أمامك ولا يمكنك إنقاذهم".
وتابع قائلا "قررت بعد فترة وجيزة مع زملائي وضع كاميراتنا جانبا والبدء في إنقاذ المصابين".
واستمر في روايته تلك الأحداث المأساوية، قائلا "ذهبت إلى الطفل الأول ففحصته ووجدته ميتا، وركضت نحو الآخر، وجدته ميتا أيضا، ثم ركضت مرة أخرى وأنا أصرخ اسمع صراخ طفل من بعيد، ووصلت إليه أخيرا وسط النيران، وأخرجته، ولكن مات بين يدي".
وأردف قائلا "شعرت بالعجز، كنت أراه بالكاد يتنفس، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي، وذلك كان أسوأ إحساس شعرت به في حياتي، لقد كان بين يدي وينظر إلي بشدة".
La disperazione di un #fotografo. Lui è Abd Alkader Habak. Invece di fare il suo lavoro,ha cercato di salvare persone dopo autobomba #Aleppo pic.twitter.com/ior82D8VhT
— Fabio Pariante (@FabioPariante) April 16, 2017
والتقط صور محاولات حباك إنقاذ الأطفال ضحايا التفجير الإرهابي، مصور أخر، يدعى محمد الرجب، والذي ظهر فيها حباك محطما ومنهارا، وهو يتوجه إلى سيارة الإسعاف في محاولة لإنقاذ الطفل، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه.
وأشار حباك إلى أنه سعى إلى تصوير كافة ما يحدث، حتى يتم توثيق الأحداث، ويتم مساءلة المتسبب في ذلك العمل الإجرامي، مضيفا "لكن لم أتمكن من التوقف عن مساعدة المصابين، وأشعر بالفخر أن هناك صحافيا شابا ساعد على إنقاذ حياة الكثيرين".
بعد لحظات ساهم، حباك في إيصال طفل مصاب إلى سيارات الإسعاف، التي كان 6 أو 7 منها وصلوا إلى موقع التفجير، ولكن مع ازدياد أعداد القتلى وخاصة من الأطفال انهار حباك على الأرض عاجزا.
واختتم المصور السوري تصريحاته مع الشبكة الأمريكية قائلا "لم اتمالك نفسي من هول ما رأيت، فما شهدته أنا وزملائي في ذلك اليوم لا يمكن وصفه بالكلمات أبدا".