والأمن مبعث قلق أساسي بعد مرور أقل من ثلاثة أسابيع على مقتل 45 شخصًا في هجومين على كنيستين للأقباط الأرثوذكس بمدينتي الإسكندرية وطنطا يوم أحد السعف تبناهما تنظيم "داعش".
لكن فرنسيس، حسب "رويترز"، أصر على استعمال سيارة عادية خلال وجوده الذي سيستمر 72 ساعة في القاهرة مواصلًا نهجًا يتمثل في عدم استخدام السيارات المدرعة قاصدًا أن يظل قريبًا من الناس.
وسوف يجتمع فرنسيس مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني الذي نجا بأعجوبة من انفجار الإسكندرية.
وأعلن السيسي سريان حالة الطوارئ ثلاثة أشهر بعد الهجومين.
وحسب "رويترز" أيضًا هناك هدف رئيسي للزيارة هو السعي لتعزيز العلاقات مع الأزهر الذي أوقف الحوار مع الفاتيكان في 2011 بسبب ما قال إنها إهانات للإسلام وجهها البابا بنديكت السادس عشر الذي خلفه فرنسيس.
واستؤنف الحوار العام الماضي بعد أن زار الطيب الفاتيكان. وأدان شيخ الأزهر، الذي يعتبر من أكثر كبار رجال الدين الإسلامي اعتدالا، "داعش" وإعلان التنظيم أن مخالفيه كفرة ومرتدون.
ويقول الفاتيكان إن فرنسيس الذي يدين العنف باسم الدين مقتنع بأن الحوار الإسلامي المسيحي أكثر أهمية اليوم بالمقارنة بأي وقت مضى.
ويقول مساعدو البابا إن معتدلا مثل الطيب سيكون حليفا مهمًا في إدانة التشدد الإسلامي.
وفي رسالته إلى شعب مصر اليوم الثلاثاء التي أذاعها التلفزيون المصري عبر البابا عن أمله في أن تثمر الزيارة "إخاء ومصالحة بين كل أبناء إبراهيم خاصة في العالم الإسلامي الذي تشغل مصر فيه مكانة كبيرة".
وحسب "رويترز" لا يشاطر جميع الكاثوليك البابا آراءه. ويقول بعض المحافظين إنه يجب ألا يكون هناك حوار مع المسلمين مضيفين أن هناك "حربا دينية" تشتعل.
وقال المؤرخ الإيطالي روبيرتو دي ماتي إن هجومي أحد السعف يجب أن يكونا ماثلين أمام البابا فرنسيس.
وكتب دي ماتي في مجلة (كريستيان رووتس) الشهرية المحافظة التي يرأس تحريرها يقول إن المهاجمين "لا هم مختلون ولا مجانين وإنما أصحاب رؤية دينية تحارب المسيحية منذ القرن السابع الميلادي".
وهاجمت المدونة الكاثوليكية المتطرفة (نوفيس أوردو ووتش) الفاتيكان بشدة بسبب شعار الزيارة الذي ظهر فيه الهلال والصليب معا. وسخرت المدونة من البابا مسمية إياه "السيد متعايش".
وقال باحث كاثوليكي بارز في الإسلام هو الأب سمير خليل سمير وهو مصري المولد إن نية البابا سليمة لكنه لا يدرك مختلف أبعاد الوضع.
وقال سمير الذي يعمل في بيروت للصحفيين في روما "أعتقد أن عدم إلمامه بالإسلام لا يساعد الحوار. طالما قال إننا نعرف أن الإسلام دين سلام لكن هذا ببساطة خطأ".
وأضاف "نعرف أن هناك بالتأكيد أوقات سلام من كثير من المسلمين لكن لا يمكنني أن أقرأ القرآن وأقول إنه كتاب وجهته السلام".
وشهدت المنطقة في العقود القليلة الماضية فرار كثير من المسيحيين نتيجة الحروب والاضطهاد وزادت وتيرة ذلك بعد ظهور تنظيم "داعش". وقال فرنسيس في رسالته إنه يأمل في أن تكون زيارته "مواساة… وتشجيعا لكل المسيحيين في الشرق الأوسط".
وسيزور فرنسيس الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة التي قتل 29 شخصا في انفجار بكنيسة ملحقة بها في صلوات الأحد في ديسمبر كانون الأول وسوف يضع أكليلا من الزهور تحية لذكراهم.
وحسب "رويترز" يخشى نشطاء حقوقيون ما قد يلحق بالبابا من اجتماعه مع الرئيس السيسي. فالسيسي يسعى لتقديم نفسه للغرب باعتباره حصنا ضد الإرهاب في المنطقة قاصدا تحاشي انتقاد الغرب لقمع المعارضة السياسية والنشطاء الحقوقيين في مصر منذ انتخابه في 2014.
وردا على سؤال عما إذا كان البابا سيثير قضايا حقوق الإنسان خلال الزيارة قال جريج بورك المتحدث باسم الفاتيكان إن فرنسيس قام "بزيارات أكثر حساسية من هذه الزيارة… دعونا نرى ما سيتعين على البابا قوله".