وأشار فياض إلى ضرورة ملاحظة أن المسجد الأقصى الموجود في مدينة القدس بُني في عهد عبد الملك بن مروان عام 72 هجرية ولم يكن موجود في زمن النبي محمد.
واعتبر الكاتب فياض في منشور له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الدليل على وجود المسجد الأقصى الحقيقي المقصود برواية الإسراء والمعراج نراهُ مُثبتاً في عدد من المصادر. وجاء فياض على تعداد هذه المصادر.
في البداية، أشار فياض إلى ما تضمنه كتاب "المغازي" للواقدي الذي يقول فيه حرفياً:
"وَانْتَهَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْجِعِرّانَةِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بِالْجِعِرّانَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فَلَمّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ إلَى الْمَدِينَةِ خَرَجَ مِنْ الْجِعِرّانَةِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَيْلًا; فَأَحْرَمَ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الّذِي تَحْتَ الْوَادِي بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى، وَكَانَ مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا كَانَ بِالْجِعِرّانَةِ, فَأَمّا هَذَا الْمَسْجِدُ الْأَدْنَى، فَبَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَاِتّخَذَ ذَلِكَ الْحَائِطَ عِنْدَهُ".
كما أورد فياض ما تضمنه الجزء الثاني من كتاب "بحوث في الفقه المعاصر" إذ جاء فيه على حد قول فياض:"الجعرانة هي موضع بين مكّة والطائف من الحِلِّ، بينها وبين مكّة ثمانية عشر ميلاً على ما ذكره الباجي، وتقع شمال شرقي مكة المكرمة، وفيها علما الحدّ، ومنها أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمرته الثالثة على ما نصت عليه الروايات، وفيها مسجدهُ الذي صلّى فيه وأحرم منه عند مرجعه من الطائف بعد فتح مكة، ويقع هذا المسجد وراء الوادي بالعدوة القصوى ويعرف بالمسجد الأقصى لوجود مسجد آخر بُني من قبل أحد المحسنين يعرف بالمسجد الأدنى". والحديث طبعاً للكاتب فياض.
وتطرق فياض أيضاً إلى ما جاء في الصفحة 50 من الجزء الرابع لكتاب "حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج"، وقال: "اعتمر منها، أي من الجعرانة، قال الواقدي إنه — صلى الله عليه وسلم — أحرم منها من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى في ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة.. وقوله (ثم أصبح) أي ثم عاد بعد الاعتمار إلى الجعرانة فأصبح فيها فكأنه بات فيها ولم يخرج منها".
إضافة إلى ذلك تحدث فياض عما جاء في الصفحة 207 من الجزء الثاني من كتاب "أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار" للأزرقي. وذكر فياض أن محمد ابن طارق قال: "اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة فأخبرني أن المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي كان بالجعرانة، أما هذا المسجد الأدنى فإنما بناه رجل من قريش". على حد قول فياض.
وأضاف فياض أيضاً: جاء في الصفحة 359 من الجزء الثاني من مسند أبي يعلى، أنه عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله يقول من أهلَّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة".