: وهنا تتبادر إلى الذهن تساؤلات كثيرة جداً أكثرها وضوحاً وأهمية هي التساؤلات التالية
ما مدى تأثير تأخر هذا الإتفاق بين دولتين عظميين من المفترض أن تكونان راعيين للسلام في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة منذ ست سنوات ؟
الحرب هي امتداد للسياسة ولكن بوسائل أخرى، فما هي الأسباب الحقيقة للخلاف الأميركي الروسي في شرق المتوسط؟
هل إسرائيل هي العقدة أم الكرد أم تركيا؟
للنقاش حول هذه التطورات الخطرة والتي يمكن أن تودي بالعالم إلى الهاوية ، نستضيف في حلقة اليوم كل من أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ، أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور محمد أسعد العويوي، ومن سورية الدكتور حسن حسن الخبير العسكري الإستراتيجي.
يقول الدكتور محمد أسعد العويوي بهذا الخصوص مايلي:
هناك تناقض مابين السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وبين السياسة الخارجية للإتحاد الروسي ، فدولة روسيا تتعامل مع كل الملفات الدولية وخصوصاً ملفات الشرق الأوسط وخاصة الملفات الساخنة منها كالملف السوري والعراقي وغيرهما إنطلاقا من مصلحة شعوب المنطقة ومصلحة روسيا أيضاً ، وليس بالإملاءات ولا بالإستعلاء ، على عكس الولايات المتحدة التي تريد أن تفرض بالقوة هيمنتها وسيطرتها على مقدرات دول وشعوب المنطقة ، الولايات المتحدة هي بالاصل تاريخيا تسيطر على الكثير من مقدرات الدول الغنية العربية.
وأردف الدكتور العويوي قائلاً:
وختم الدكتور العويوي حديثه قائلاً: أستبعد الوصول إلى مواجهة أمريكية روسية مباشرة لانه لا روسيا ولا الولايات المتحدة معنيين بالوصول إلى درجة الإشتباك المباشر ، الاشتباك موجود بالأساس بين الطرفين على الأرض السورية في الحرب الدائرة بين الإرهابيين وداعميهم وعلى رأسهم الولايات المتحدة ، وبين سورية وحلفائها في حربها مع الإرهاب وعلى رأسهم روسيا ، والمرحلة تتجه نحو التضييق على الإرهاب وسوف تستطيع سورية بدعم الحلفاء الروس والإيرانيين والمقاومة سيطرتها على كامل الجغرافيا السورية وتقضي على الإرهابيين ، ماسيجبر الولايات المتحدة اعلى التوصل إلى تفاهم مع روسيا يضمن الأمن والإستقرار في المنطقة.
أما الخبير العسكري الإستراتيجي الدكتور حسن حسن فيقول:
لايوجد بالأساس أي أمكانية للتقارب أو التفاهم الروسي الأمريكي في ظل وجود تناقض بين إستراتيجيتين متناقتضين ، إستراتيجية تقوم على إحترام القانون الدولى و ميثاق المنظمة الدولية ، واستراتيجية تقوم على شريعة الغاب ، من حيث المنطلق لايمكن على الأطلاق حدوث تقارب ، نحن نتحدث عن إستراتيجية أمريكية جديدة هي الأكثر خشونة وهي الأكثر عنفاً ، ماذا عن نشر قوات أمريكية على الحدود البولونية ؟ ، ماذا يعني تفعيل العمل بالدرع الصاروخية بإتجاه كوريا وغيرها ؟ ، يعني الأمر ومافيه أننا أمام إدارة جديدة نزعت كل الأقنعة دفعة واحدة ، لذلك من يظن أنه يوجد إمكانية لأإيجاد نوع من التسوية في ظل هذه العقلية عليه أن يعيد حساباته بغض النظر عن القناعات التي يتمتع بها ترامب والتي حمل البعض عليها الكثير من الآمال ، مفاصل صنع القرار الأمريكي تحد من قدرة أي رئيس أمريكي جمهورياً كان أم ديمقراطياً في وتجعلها حدود مضوطبة الإيقاع بدقة.
وختم الدكتور حسن بقوله: أما أن يؤدي الى اشتعال حرب ، الحرب مشتعلة أصلا لكن الأمريكي أراد أن يمزج بين الحرب بالوكالة والحرب بالأصالة وأرسل جنوده لكي يشرف على أنفاق عائدات النفط الخليجي بغض النظر عن مصدرها تركية، قطرية ، إماراتية أو غير ذلك ، المنطقة برمتها تتجه نحو المزيد من الصراع والتأزم ، لأن العلاقات الدولية تتجه نحو مزيد التأزم ولأن النظام العالمي القديم مات ولم تعلن وفاته بعد ، ومعالم النظام العالمي الجديد لم تتبلور بعد.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم