للحديث عن المشهد السوري بعد محادثات أستانة "4" نستضيف في حلقة اليوم من باريس الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير موقع "ميدلاين نيوز" الفرنسي الإخباري الأستاذ طارق عجيب ، ومن سورية الباحث السياسي الدكتور عمار فاضل
في ظل هذه التطورات لابد من إلقاء الضوء على عدد من المحاور الأساسية في مقدمتها: أولاً: رد الفعل الخليجي والإسرائيلي المحتمل بعد هذا الإتفاق
ثانياً: مستقبل المنطقة شرق الفرات كونها نقطة صراع هامة وعقدة جيوإستراتيجية مفصلية
وبطبيعة الحال تتبادر هنا الكثير من التساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجوبة أهمها:
هل إتفاق المناطق الأربعة سيكون بداية للحل الفعلي في سورية؟
هل هذا الإتفاق سيعني بالضرورة إلتزام دول اقليمية اخرى فاعلة في الملف السوري مثل الولايات المتحدة والسعودية؟
هل إتفاق المناطق السابقة يسحب البساط من تحت الولايات المتحدة الامريكية فيما يتعلق بتشكيل مناطق تسمى في الجدل الإعلامي المقصود… المناطق الآمنة "مناطق تخفيض التصعيد " كما يصرح ترامب على الدوام ورأينا استعداداً لها في جنوب سورية؟
ماهو الأسلوب أو ماهي الصيغة الصحيحة التي يجب أن تصل للشعب السوري ليفهم مايجري حقيقة كي لاتأخذ عمليات التضليل الإعلامي التي تغزوها المصطلحات المشبوهة والتي تخدم مصلحة الطرف الآخر وفق حساباته بالرغم من درجة الوعي العالية عند غالبية الشعب السوري لقطع الطريق على التخوف من التقسيم بعد كل هذه السنوات من الصمود والتضحية ؟
يقول الدكتور عمار فاضل: هناك نقطتان أساسيتان هما بأن مسار أستانة بعد أستانة "4" بات أهم من مسار جنيف أو يؤسس لجنيف قادم أنجح من سابقيه ، إذا ماقرأنا المشهد بشكل دقيق ، والنقطة الثانية هي مناطق تخفيض التصعيد وحتى المناطق التي إقترحنها تركيا ولم يؤخذ بها كمنطقة خامسة جميعها تقع غرب الفرات ، وهنا لدينا إشكاليتين الأولى هي أن الملف السوري بات ملفين على المستوى التفاوضي شرق الفرات وغرب الفرات ، والثانية هي في ترتيب مناطق تخفيض التصعيد من الناحية التكتيكية والسياسية حيث تمتلك المنطقة الجنوبية الأهمية القصوى تليها الغوطة الشرقية المنطقة الجنوبية تكتسب الأهمية الكبرى بناء على مجموعة من الأمور الأساسية وأن مايحصل في غرب الفرات يحمل مجموعة من التفاصيل أوالتكتيكات العسكرية ، الأولى أن غرب الفرات بدأ يتبلور تدريجياً بمخرجات أستانة بعد سلسلة إنتكاسات في أستانة "2" وأستانة "3" ، والوصول إلى شبه الأنهيار في مسار أستانة بعد العدوان على مطار الشعيرات ، وهذا ظهر من خلال مقترح روسي في مناطق التصعيد و تخفيض التصعيد واستكمال الدور الروسي في إيجاد صيغة توافقية مع الدول ذات الأهمية المباشر للمصالح الروسية وهي إيران التي تمثل ثاني أكبر إحتياطي للغاز في العالم بعد روسيا والتي بدأت مؤخراً بالتعاون مع قطر للإستثمار حقل غاز الشمال، والثانية تركيا التي تمثل بيضة القبان بالنسبة للأمن الطاقة الأوروبي والممر الآمن للخطوط ، وبالتالي من سيسيطر على شرق الفرات سوف يسيطر على محاور التفاوض ومنطقة الشرق الأوسط كلها.
كما وتوسع الدكتور فاضل في عرض الموقف داخل سورية على كافة المحاور وصولا إلى التقاطعات الإقليمية ومايمكن أن ينتج عنها من صدامات في حال حدوث أي أخطاء في الحسابات أو تجاوز خطوط حمراء محددة.
أما رئيس تحرير موقع "ميدلاين نيوز" الاستاذ طارق عجيب فيقول بهذ الصدد مايلي:
ماجرى في أستانا خطوة مهمة ، هذه الخطوة وضعت من خلال موسكو وإيران وتركيا بالرغم من أن تركيا كانت مرغمة أو غير موافقة بشكل كامل بما أنها دخلت أستانة منذ البداية ودخلت كضامن لوقف إطلاق النار هنا استطاعوا ان يكونوا إلى حد ما حائط دفاع أمام الحضور والمخطط الأمريكي الذي يراد له أن ينفذ في المنطقة وسيطال الجميع، هذا وبعد أن حضر الأمريكي والفرنسي والبريطاني في منطقة شرق الفرات ، هذه خطوة لها مؤشرات خطيرة جدا على المنطقة وعلى العالم ، وكما هو معرف الأزمة السورية لم تعد أزمة داخلية أو إقليمية أو حتى شرق أوسطية بل اصبحت عالمية.
ولفت الأستاذ طارق عجيب النظر إلى الكم الهائل من الإرهابيين الذين قدموا إلى سورية من كل أنحاء العالم والذين يرعبون أروربا وينتشرون في شوارعها الآن ، هؤلاء لا يعرفون سوى للقتل واستخدام السلاح ، ولكن الأهم هي تداعيات الحل السوري ومن سوف يتأثر بها في الإقليم ، وعلى المستوى الدولي ، وأهمية إيجاد حل لكيفية التعامل مع المجاميع الإرهابية ، ومع المعارضة المسلحة التي يحاولون البحث عنها لمحاربة هؤلاء الإرهابيين ، ومن هنا الخوف كبير من هؤلاء الإرهابيين الذين يتحركون برعاية أجهزة مخابرات عالمية ، ولذلك لايمكن أن نعول حاليا على حل أكثر مما تم التوصل إليه في أستانةوالذي يجب أن يستكمل وفق حسابات وتوافقات.
وقد إتفق كل من الدكتور عمار فاضل والأستاذ طارق عجيب على أنه لايوجد رغبة حقيقية للتوصل إلى حل سياسي عند الطرف الآخر ، لأن مايجري على الارض ليس نقياً ، ولأن هناك حرب كبيرة تدور في المنطقة ، وهناك بعض التفاصيل التي قد تكون غير مفهومة للرأي العام العالمي ، ويمكن أن يكون هناك فهم غير كامل لما يجري ومع ذلك علينا المتابعة والتحليل ولإستقراء ، نحن في مرحلة أنه لا يقبل أي طرف بالخسارة ، ولاخيار سوى التوافق والصمود، ولايعقل أن يكون هناك أي تفريط بحقوق الشعب السوري ووحدة البلاد بعد كل هذا الصمود وهذه التضحيات والشعب السوري مهما ضلله الإعلام فالواقع هو من يتحدث والشعب السوري بمعظمه يعي تماما مايجري ومن الصعب فصله بالطريقة التي تظنها دوائر الإستخبارات العالمية ولن ينجح التقسيم وأن يفصل هذا الشعب لكن الأمر يحتاج إلى وقت.
التفاصيل في الحوار المسجل.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم