ترامب قال: "إننا سنبدأ في بناء أساس جديد للتعاون والدعم مع حلفائنا المسلمين لمحاربة التطرف والإرهاب والعنف، وبناء مستقبل أكثر عدلًا وأملًا للشباب المسلم في بلادهم".
وعلى الرغم من الهجوم اللفظي المتكرر الذي وجهه ترامب إلى المملكة العربية السعودية في خطابته، والذي فسره كثيرون على أنه معاد، فقد وصفت السعودية زيارة ترامب التي ستشمل قمة ثنائية بين الملك والرئيس الأمريكي، بأنها "تاريخية".
ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريح نشرته وكالة أنباء "رويترز" الزيارة بأنها تاريخية وقال إنها ستشمل قمة ثنائية واجتماعا مع زعماء خليجيين عرب ولقاء آخر مع زعماء دول عربية وإسلامية.
وقال "إنها رسالة واضحة وقوية بأن الولايات المتحدة لا تحمل أي نوايا سيئة" تجاه العالم العربي والإسلامي. وتابع "كما تضع حدا لتصور أن الولايات المتحدة مناهضة للإسلام… إنها رسالة واضحة للغاية للعالم بأنه يمكن للولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية تكوين شراكة".
وأضاف "نرى أنها ستؤدي إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب والتطرف وستحدث تغييرا في علاقة الولايات المتحدة بالعالم العربي والإسلامي".
وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة ومقرها السعودية قالت في وقت سابق من هذا العام، إن حظر ترامب دخول مواطني سبع دول إلى أمريكا "سيشجع المتطرفين في جميع أنحاء العالم".
إلا أن المستشار السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قال في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" في آذار/ مارس الماضي، إن إدارة ترامب قالت للمملكة العربية السعودية إن هذه الإجراءات ليست "حظرًا على المسلمين" وإن الحكومة السعودية تثق بكلامهم".
وفي الآونة الأخيرة، قال ترامب إن واشنطن تخسر كمًا هائلًا من المال للدفاع عن المملكة. وأضاف "بصراحة، السعودية لم تعاملنا بعدالة، لأننا نخسر كمًا هائلًا من المال للدفاع عنها".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها ترامب السعودية، فخلال تجمع لحملته الرئاسية في ولاية ويسكونسن في عام 2016، قال للحشد: "إنهم لا يدفعون لنا سعرًا عادلا".
لكن ميريام إبس، وهو محلل أمني إقليمي يقول لـ"نيوزويك" إن المملكة العربية السعودية ترغب في "النظر بطريقة أخرى" إلى هذا النوع من الخطابات، بسبب الفرص التي يتيحها ترامب للمملكة.
ويقول: "ربما تكون حكومات الخليج مستعدة للتوصل إلى حل توفيقي بشأن هذه القضية في مواجهة تحسين العلاقات مع ترامب. وبعبارة أخرى، إذا كانت تكلفة تحسين العمل مع ترامب هي دفع بعض الأموال من أجل لدفاع، فأعتقد أنها سوف تكون صفقة جيدة جدًا".
ومن بين الأسباب التي تجعل ترامب والمملكة العربية السعودية يتطلعان إلى تنمية علاقة وثيقة بينهما، هو موقفهما المشترك بشأن إيران. وتبدو الإدارة الحالية أكثر قربا للمصالح السعودية مما كانت عليه في عهد باراك أوباما الذي أبرم اتفاقًا نوويًا أنهى معظم العقوبات ضد إيران، المنافس الإقليمي الرئيسي للمملكة العربية السعودية.
وفي حملته الانتخابية قال ترامب إن "الأولوية الأولى هي تفكيك الصفقة الكارثية مع إيران" واشتكى الرئيس الأمريكي في أبريل نيسان من أن إيران "لا ترقى إلى روح الاتفاق" حسبما ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس".
ويقول إبس: "لم يكن هناك الكثير من الحب لأوباما". وأضاف "كان ينظر إليه كحليف لا يمكن الاعتماد عليه".
ترامب يرى أنه يخطو نحو علاقات أوثق مع المملكة العربية السعودية ومصالحها في المنطقة، حيث إنها غالبًا ما تكون في صراع مباشر مع إيران. حيث دعمت الدولتان الجانبين المتحاربين في سوريا، حيث تدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد، وتدعم السعودية بعض الجماعات من "المتمردين السنة" الذين يقاتلون للإطاحة به.
وفي اليمن، يقاتل التحالف الذي تقوده السعودية ضد "الحوثيين"، والذي قال مسؤولون أمريكيون أنه تم تمويله وتسليحه من قبل إيران، وهو اتهام تنفيه إيران.
وعلى عكس أوباما، أظهرت إدارة ترامب أيضًا اهتمامًا ضئيلًا بربط مبيعات الأسلحة بحقوق الإنسان. وفي مارس آذار، أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الكونغرس بأنها ستمضي قدما في بيع طائرات مقاتلة بقيمة 5 مليارات دولار إلى البحرين، مما يثير مخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان في الدولة الخليجية الذي أدى في البداية إلى تأخير الصفقة تحت إدارة أوباما.
"تتطلع دول الخليج بشغف إلى إدارة ترامب التي تمضي في بيع طائرات إف —16 إلى البحرين، التي جمدت تحت أوباما بسبب قضايا حقوق الإنسان".