وأضاف بوتسا أنه على الرغم من أنه كان هناك دائما أطفال يعانون من ارتفاع في ضغط الدم بسبب الإصابة بأحد أمراض الكلى على سبيل المثال، إلا أن هناك منذ بضعة سنوات تزايدا في أعداد الأطفال المصابين بالسمنة الذين يتم تحويلهم لأقسام القلب الخاصة بالأطفال بسبب إصابتهم بارتفاع ضغط الدم.
غير أن الخبير الألماني في أمراض القلب والأوعية الدموية يرى أنه لا يزال هناك نقص في الوعي الضروري لدى الأسر ولكن أيضا لدى الأطباء "مما يؤدي إلى معالجة هؤلاء الأطفال بعقاقير غير ضرورية تماما، رغم أن العلاج الصحيح هو خفض الوزن بمساعدة النشاط الرياضي" حسبما أوضح البروفيسور بوتسا.
وشدد الطبيب الألماني على ضرورة التركيز على أسلوب حياة الناشئة بشكل أقوى وذلك في ضوء الأمراض الخطيرة التي تهددهم في سن البلوغ مثل الذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية أو الفشل الكلوي.
ورأى الخبير الألماني أنه يجب على سبيل المثال مناقشة حظر المشروبات الغازية في المدارس، وكذلك فرض ضريبة استثنائية على منتجات الوجبات السريعة مضيفا: "لم يستطع صناع القرار السياسي حتى الآن استجماع القوى المطلوبة للتعامل بشكل قوي مع هذه القضية".
وضمت الأستاذة إلكه كول، كبيرة الأطباء في مركز طب الأطفال والناشئة في مستشفى هايدلبرج الجامعي، صوتها إلى صوت البروفيسور بوتسا قائلة إن السمنة لدى الأطفال أحد الأسباب التي تبعث على القلق وأضافت العضو بلجنة "ضغط الدم لدى الأطفال والناشئة" التابعة للرابطة الألمانية لضغط الدم: "كل طفل من أربعة أطفال مصابين بالبدانة يعاني من ضغط الدم".
غير أن الأستاذة كول أوضحت أيضا أن الأطفال أصحاب الوزن الطبيعي يمكن أن يصابوا أيضا بضغط الدم وشددت على أهمية التشخيص المبكر لعلاجه، ولكنها أكدت في الوقت ذاته صعوبة هذا التشخيص وقالت إن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يظل غير ملحوظ في الغالب.
لذلك فإن الجمعية الأوروبية لضغط الدم راجعت مبادئها العامة لعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والناشئة ونقحتها.
وتؤكد الجمعية في هذه المبادئ على ضرورة إخضاع جميع الأطفال والشبيبة لفحوص ضغط الدم لدى أطباء الأطفال والباطنة.
ورغم أن هناك في ألمانيا الكثير من الأطباء الذين يطبقون ذلك بالفعل، إلا أن ذلك لا يعني أن جميع الأطباء ينتهجون هذا الأسلوب.
ورأت فول ضرورة إجراء فحوصات ضغط الدم لجميع الأطفال بدءا من سن الثالثة لدى كل عرض على الأطباء.
وهذا هو ما يدعمه أيضا خبير أمراض القلب الألماني مارتن هولبكه فيته الذي يعترف في الوقت ذاته بعدم سهولة تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والناشئة لأن أطباء الأطفال يحتاجون في ذلك لأجهزة قياس ضغط دم مناسبة الحجم للأطفال.
وشدد هولبكه فيته على ضرورة التعاون الوثيق بين أطباء الأطفال وأطباء القلب للتعرف المبكر على أي تطورات سلبية.
ويرى هولبكه فيته هو الآخر أنه من الضروري أخذ أسلوب حياة الأطفال والناشئة في الاعتبار وجعله صحيا وقال إن ما يعرف بمشروبات الطاقة على سبيل المثال يمكن أن تتسبب في زيادة ضغط الدم بسبب نسبة الكافيين المرتفعة بها مما يمثل خطرا كبيرا على الشباب الناشئ.
وأوضح هولبكه فيته أن هناك أطفالا يستهلكون مثل هذه المشروبات يوميا تقريبا.
وأُعلن في الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء عن حالة حديثة لتعاطي الكافيين من قبل الأطفال حيث توفي فتى في السادسة عشرة من عمره في ولاية ساوث كارولينا، جراء تعاطي جرعة زائدة من الكافيين؛ حيث انهار المراهق الأمريكي أثناء تواجده في الفصل وذلك بعد أن شرب قهوة بالحليب وعصير ليمون به نسبة كبيرة من الكافيين و شراب طاقة.
ورجح أحد الأطباء الشرعيين أن تكون الكمية الكبيرة من الكافيين التي تناولها الشاب في وقت قصير قد تسببت في اضطرابات في ضربات القلب أدت للوفاة.