وأوضح خضر أن العملية الإنتاجية في قطاع الدواجن تعتبر سلسلة متواصلة تبدأ من مربي الجدات والأمات إلى مربي دجاج البياض والفروج، وهي حلقة متكاملة وأي خلل في أي سلسلة سيتأثر به المستوى الأعلى من السلسلة، حيث أثرت الأزمة التي تتعرض لها سوريا على قطاع الدواجن بشكل كبير وصعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعارها، كل ذلك أدى إلى خروج المربين من العملية الإنتاجية أو انتقالهم إلى أعمال أخرى وبقاء المداجن في كثير من المناطق التي كانت يزدهر فيها الإنتاج خاوية دون تربية وبالتالي انعكس سلباً على العملية الإنتاجية.
كما أجبر ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج المربين على التخفيف من قطعان الدجاج، لاسيما أن تكلفة تربية قطيع فروج مكوّن من 10 آلاف طير "فروج" قبل الأزمة كان يبلغ نحو مليونين ونصف المليون ليرة سورية، أما حالياً فأصبح يكلف نحو 25 مليون ليرة سورية وهذا المبلغ لا يتوفر لدى الكثير، إضافة إلى تأثير التسديد النقدي، فسابقاً كان يوجد مكاتب مختصة تقدم الأعلاف والصيصان للمربين إلا أنه انخفض عددها كثيراً.
وتابع خضر بأن نسبة المداجن العاملة في سوريا تبلغ 27% ضمن العمل، وتحسنت خلال عامي 2014 و2015، وطرأ تحسن بسيط في عام 2017، لتصبح النسبة أكثر من 40% نسبة المداجن الخاصة والعامة العاملة، علماً أن أعداد المربين الذين استمروا في تربية قطعان الأمات والجدات لإنتاج الصيصان قليل جداً، في الوقت الذي كان لدى المؤسسة العامة للدواجن الدور الأكبر في الاستمرار باستيراد قطعان أمات البياض خلال سنوات الأزمة من مصادر خارجية حرصاً على تأمين صوص التربية، صوص البياض، وصوص الفروج للمربين.
أما بالنسبة للقاحات الدواجن يتوفر لدى مديرية الصحة الحيوانية لقاحات ذات نوعية جيدة تفي بالغرض، ويتم الشراء المباشر وبأسعار منافسة من مديرية الصحة الحيوانية في سوريا، أما اللقاحات غير المتوفرة فيتم شراؤها من القطاع الخاص والذي يقوم باستيرادها من روسيا، ولكن بفترة من الفترات بفعل الحصار الجائر فقدت بعض اللقاحات، الأمر الذي يدفعنا إلى المزيد من الإصرار لإنتاج كافة اللقاحات في سوريا.
وأشار خضر إلى أن عجلة الإنتاج بدأت تعود بسرعة في حال توفرت الظروف الملائمة، لاسيما أن البنية التحتية تجعله من أهم القطاعات في المرحلة القادمة التي ستساهم في بناء الاقتصاد الوطني ومازال هذا القطاع صامدا وقويا بالرغم من السرقة والنهب وابتزاز المربين وتدمير الحظائر من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
وكانت حاجة سوريا من الفروج قبل الأزمة من 250 ألف إلى 300 ألف طن من الفروج سنوياً، في حين يبلغ الإنتاج الحالي من 125 ألف إلى 150 ألف طن من الفروج سنوياً، وكان إنتاج البيض قبل الأزمة أربعة مليارات ونصف المليار بيضة، في حين يبلغ الإنتاج الحالي مليار و700 مليون بيضة سنويا، ولا يوجد تصدير واستهلاك محلي، وبلغ حج صادرات المؤسسة خلال عام 2010، نحو 3 مليون يورو، أغلبه صدّر إلى العراق، والسودان، وقطر.
اشترك في حسابنا على فيسبوك لمتابعة أهم الأحداث العالمية والإقليمية.