تناقش الحلقة التطورات الخطيرة في ليبيا بعد قيام قوات شرق ليبيا باستهداف كتائب منافسة بسلسلة من الضربات الجوية في منطقة الجفرة في جنوب البلاد وذلك بعد ثلاثة أيام من مقتل العشرات من رجالها في هجوم مفاجئ على قاعدة براك الشاطئ الجوية في سبها.
كما أنه قد يؤدي إلى إعادة إشعال القتال في وسط ليبيا الصحراوي حيث تشتبك القوات المتحالفة مع الجيش الوطني الليبي ومقره شرق البلاد منذ العام الماضي مع خصوم لها متحالفين مع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تساندها الأمم المتحدة.
ويمثل الجانبان الفصيلين الرئيسيين في صراع متقطع بين تحالفات متغيرة تتقاتل على السلطة في ليبيا منذ 2014.
وفيما يبدو محاولة لتهدئة الأوضاع أصدر المجلس الرئاسي قرارا بوقف عمل كل من وزير الدفاع المهدي البرغثي، والقوة الثالثة برئاسة جمال التريكي، إلى حين تحديد المسؤولين عن خرق الهدنة بالجنوب من خلال لجنة تحقيق برئاسة وزير العدل، لكن التريكي صب الزيت على النار عندما قال «القوة الثالثة تأتمر بأوامر فايز السراج ونائبه عبد السلام كاجمان، ولديها إثباتات مكتوبة وصوتية تثبت تلقيها تكليفات وأوامر شفهية مسجلة بالصوت لهما لمهاجمة براك الشاطئ، داعية إياهما لمراجعة تصريحاتهما»، أما قيادة الجيش الليبي وأعضاء مجلس النواب فرفضوا هذه القرارات، مؤكدين أنها لن تقلل من مسؤولية المجلس عن الحادث، وحملوا حكومة الوفاق مسؤولية الهجوم على القاعدة.
وفي تعليق على هذا الحادث قال خالد الترجمان- رئيس مجموعة العمل الوطني ومستشار مجلس النواب الليبي أن:
قيام السراج بوقف عمل كل من وزير الدفاع المهدي البرغثي، والقوة الثالثة برئاسة جمال التريكي، إلى حين تحديد المسؤولين عن خرق الهدنة بالجنوب لا يعدو كونه محاولة لذر الرماد في العيون متهماً إياه بما حصل لعدم قدرته على السيطرة على الميليشيات المسلحة، وواصفاً إياه بالشريك في هذه "الجريمة" كونه يرأس المجلس الرئاسي في ليبيا.
وشكك الترجمان في تشكيل لجنة تحقيق محايدة في أحداث الجنوب، مضيفاً أن "السراج لا يستطيع أن يقرر شيء يمكن أن ينفذ من قبل القوة الثالثة والمجموعات المسلحة الموجودة في الجنوب التي تستمد قوتها من السيطرة على منافذ التهريب والهجرة غير الشرعية وعبيد العصر الحديث الذين يحضرونهم من أفريقيا ويلقون فيهم في البحر الأبيض المتوسط، والسراج والقوة الثالثة هما المسؤولان عنهم، كونهم يستفيدون من الأموال الطائلة التي تأتي جراء عمليات التهريب التي تقوم بها هذه المجموعات".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني