إعداد وتقديم نواف إبراهيم
استقيظ العالم على خبر عمل إرهابي شنيع في حفل غنائي كبير في ضاحية أرينا للمغنية الأمريكية أريانا غراندي أسفر عن مقتل 22 شخصاً وجرح آخرين بعدها بوقت قليل أخلت السلطات البريطانية محطة قطارات فيكتوريا وعددا من الشوارع المحيطة بها، وسط العاصمة لندن، عقب العثور على عبوة مشبوهة، ونقلت مصادر إعلامية خبراً عن إغلاق "محطة قطارات فيكتوريا، وشارع قصر باكينغهام، وشوارع أخرى، عقب العثور على عبوة مشبوهة.
وكان الرئيس بوتين أول من أكد استعداده لتعزيز التعاون مع بريطانيا في مواجهة هذا الحدث، حيث كان قد أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن تعازيه لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في الهجوم الإرهابي في مانشستر، مؤكدا على استعداد تعاون روسيا مع الشركاء البريطانيين في مجال محاربة الإرهاب.
وبالطبع لا يمكن عزل هذا العمل الإرهابي عن الإرهاب الجاري في عدد من دول الشرق الأوسط وتحديداً سورية حيث تزامن هذ التفجير مع تفجير إرهابي في حي الزهراء بمدينة حمص السورية التي أعلن فقط يوم أمس أنها خالية من الإرهاب، حيث وقع عشرات الضحايا نتيجة لإنفجار سيارة مفخخة بالقرب من مبنى شركة الكهرباء، بدوار باب تدمر، كما وقامت الجهات الأمنية السورية بنفس الوقت تقريبا بتدمير سيارة مفخخة على طريق مطار دمشق الدولي قبل أن تحقق هدفها ، وبالطبع العد يطول عن هذه الأعمال في دول المنطقة الأخرى والتي وصلت كما نرى إلى دول أوروبا الديمقراطية .
على المنقلب الآخر إحتفل أنصار تنظيم "داعش" الإرهابي بهذا العمل الإجرامي على وسائل التواصل الإجتماعي ونادى العديد منهم بإجراء مثل هذه الأعمال الإرهابية في دول أخرى.
حمل أونتيكوف المسؤولية لدول أوروبا عن هذا العمل الإرهابي قائلاً: إن من يزرع الريح يحصد العاصفة ، واتهم أونتكيوف دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتدمير عدد من دول العالم العربي والإسلامي كما جرى في ليبيا وفي سورية واليمن وعدد من دول المنطقة الأخرى مؤكداً أن هذه الدول مع الولايات المتحدة ساهمت ومازالت تساهم في تدمير ليبيا وسورية واليمن وغيرهما من الدول ، وهذا بطبيعة الحال أدى إلى إنتشار الفوضى ليس فقط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإنما في أوروبا والعالم الغربي.
وأردف أونتيكوف قائلاً:
السلطات الأوروبية والبريطانية مسؤولة عما يحدث الآن في دولهم ، وفي حال شاركت تلك الدول في إيجاد الحل لكل الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإننا سنشهد استقرارا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكنهم لم يفعلوا لذا هم الآن يدفعون ثمن سياساتهم التي تخدم مصالحهم دون أن يأخذوا بعين الاعتبار ما يمكن أن يترتب على ذلك وهاهي النتائج أمام أعيننا.
وأضاف أونتيكوف:
وروسيا تدعو دائما إلى المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في كل العالم ، ونحن سمعنا من روسيا أنه في بعض الأحيان الدول الأوربية تدعم الإرهاب وخاصة في سورية ، الدول الغربية والولايات المتحدة تدعم جبهة النصرة وفتح الشام في سورية، ومن هنا في الوقت الذي تدعم فيه بعض الدول الأوروبية المجموعات الإرهابية يطرح سؤال كبير نفسه : كيف لنا أن نكافح الإرهاب معا ؟ وها نحن نرى بالنتيجة كيف تتعرض أوروبا والولايات المتحدة لتلك العلميات الإرهابية ، هم يقولون أن هناك إرهاب معتدل وإرهاب غير معتدل ، هذا الأمر غير مقبول ، فالإرهاب هو إرهاب ، ولا يوجد فيه إرهاب معتدل أو غير معتدل ، وروسيا دعت دائما للتعاون في مكافحة الإرهاب في سورية والعراق وكل دول العالم ولكن لا توجد لأذان صاغية.
وختم أونتيكوف حديثه بالقول:
هذا الإرهاب لا يهدد الدول الغربية فقط فروسيا للأسف روسيا أيضا تتعرض للعمليات الإرهابية وتفعل كل ما بوسعها لأجل منع تسلل الإرهابيين إلى داخل البلاد ، وبالمحصلة كنا ننتظر من دول أوروبا والولايات المتحدة التعاون مع روسيا من أجل مكافحة الإرهاب في سورية خاصة ، لكن الغرب لايزال يدعم الإرهاب في سورية والمجموعات المسلحة ، فكيف يمكن لنا أن نتحدث عن تعاون في مكافحة الإرهاب والغرب لا يتجاوب مع ذلك ، روسيا جاهزة لتبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون لمكافحة الإرهاب ، ومع ذلك ننتظر و نتوقع موقف أكثر فعالية و بناء من الغرب لمواجهة الإرهاب وحل الأزمة السورية والليبية وغيرهما بشكل سلمي، ولكن هذا لم يحدث حتى الأن.
أما أنا أوافق على ما تقدم به السيد أندريه أونتيكوف حول أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب تدفع الآن ثمن سياساتها الخارجية ، وتتحمل نتائج هذه الأعمال الإرهابية سواء داخل أوروبا أو خارجها ، و ذهب ساهر الى أبعد من ذلك منوهاً الى الحرية التي تستشري في أوروبا وما تحمله وتنقله بعض الجهات من أفكار متطرفة عبر الترويج لها من خلال المساجد وعبر المؤسسات والمدارس التي تمولها السعودية في بريطانيا وباقي دول أوروبا ، والتي انتجت فكراً قرأ الدين والإسلام بشكل شاذ ما نتج عنه هذه الممارسات والأعمال الإرهابية ، واتهم الخبير ساهر الدول الأوروبية بأنها تتحالف مع أنظمة ودول الأخرى تدعم الإرهاب في العالم وتسلحه وتقدم له الدعم اللوجستي.
وأردف الخبير ساهر قائلاً:
إن هذ العمل الإرهابي تحوم حوله الشكوك فليس من المستعد أبداً أن يكون عملاً منظماً ومفتعلاً من أجل تحقيق أهداف سياسية داخلية وحتى أهداف خارجية ، خاصة أن بريطانيا مقبلة على إنتخابات خلال الشهر القادم ، وهذه الجماعات إستهدفت المسلمين في الشرق الأوسط سواء في سورية أ والعراق أو اليمن ، وخلفت مئات الآلاف من القتلى ، هذه المجموعات الإرهابية هي جماعات مسيرة من دول عدة ، وما يجري في أوروبا هي عبارة عن آثار جانبية نتيجة لسياسات الدول الأوروبية الخاطئة ، وهذه الإنفجارات التي تحدث هنا وهناك في مناطق متفرقة في أوروبا ، تتحملها الدول الأوروبية لأن المجموعات الإرهابية في الخارج تحقق لها أهداف كبرى ، وهذه الأعمال من الممكن جداً أن تكون مدبرة ومنظمة ومفتعلة لتحقيق أهداف مختلفة منها للضغط على المسلمين في أوروبا وتحقيق أهداف داخلية ومكاسب سياسية كما يفعل اليمن المتطرف في بريطانيا على أبواب الانتخابات.
وأضاف الخبير ساهر قائلاً:
أن تحصل مثل هذه الأعمال الإرهابية في بريطانيا التي تفتخر في تحقيقها للأمن يضعنا أمام تساؤلات كثيرة ، فهذا العمل الإرهابي نوعي يسترعي الاهتمام ، وهناك العديد من علامات الاستفهام وخاصة أنه حدث في احدى أكبر صالة مغلقة للاحتفالات في أوروبا ويفترض أن تكون محصنة أمنيا ، ولا يستبعد أن تكون هناك أصابع مخابرات متورطة في هذا العمل لتحقيق هدف ما.
وختم الخبير ساهر حديثه بالقول:
روسيا كانت ومازالت من أولى الدول التي تواجه الإرهاب وهي صادقة في مكافحة الإرهاب ، فهي تخوض حرباً كبيرة ضد الإرهاب في سورية وغيرها من دول المنطقة ، في حين نلاحظ أن الدول الأخرى تشكل تحالفات شكلية تدعي مكافحة الإرهاب ، فنرى أن هناك تحالفاً دولياً مؤلفاً من 60 دولة لم يستطع القضاء على مجموعات إرهابية في سورية والعراق في حين تمكن العراق من خلال المتطوعين من الحشد الشعبي من دحر هذا الإرهاب، الموقف الروسي هو الموقف الحقيقي والصادق في مكافحة المجموعات الإرهابية، وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي في الرياض مؤخراً كان واضحاً حين طرح أهمية معرفة وتحديد من ينظم العمليات الإرهابية ومن يديرها، ومن يقدم الدعم المادي والإعلامي واللوجستي لهذه المجموعات الإرهابية، لقد كان واضحاً في طرحه ووجه اتهامه بشكل غير مباشر إلى دول بعينها بدعم الإرهاب.
إذا تبقى عملية مكافحة الإرهاب رهينة لصدق سعي ونوايا الدول الأوروبية والولايات المتحدة ومن معهم من الدول الأخرى التي تدعم الإرهاب بشكل أو بآخر وتستثمره على حساب تدمير مقدرات الدول ودماء شعوبها.