ولم يتوقف عمل المرأة الريفية أينما وجدت في جميع المحافظات والمناطق السورية. التقت وكالة "سبوتنيك" مع بعض النساء الريفيات. المنتجة أريج عيد حسن من محافظة حماة قدمت منديلا ثمينا صنعته من الحرير الطبيعي كهدية للمجندات الروسيات اللواتي يدافعن عن بلادها ويقاتلن الإرهابيين.
وبينت حسن أنها تمثل المرأة الريفية القديمة باللباس التراثي "الحرير"، فلا تزال قريتها دير ماما تحافظ على هذا المنتج، وهي تقوم بتربية دودة القز وتنجز الأعمال اليدوية من خيوطها الحريرية، إلا أن صناعة الحرير تأثرت جراء الأزمة التي سببت في توقف استيراد البيوض التي كانت تستورد من اليابان والصين والهند وبالتالي انخفاض الإنتاج.
وأشارت حسن إلى أنه تم تأمين كمية قليلة من البيوض، وتسعى للحفاظ على هذا الإنتاج بالصناعة اليدوية للمناديل، والمثلثات، والشالات، والقبعات، وربطات الشعر، والكنزات، والأغطية، وغيرها.
أما الطالبة الجامعية سوسن عبدي من منطقة عفرين بحلب، فاختارت لتحسين دخلها إنجاز اللوحات الفنية التي تحاكي "المولوية، والتراث الحلبي، والطبيعة الريفية، وخرائط سوريا، والهجرة إلى الخارج، وكذلك صناعة الأجبان والحلويات، وزيت الزيتون ومن ثم تقوم ببيعها، وأملت بفتح أسواق في حلب لتصريف منتجات الريف من دون وسيط.
وتراجع دخل المنتجة نصرة غانم خلال الأزمة كما تروي لـ"سبوتنيك"، بأنها لم تتوقف عن تدوير مخلفات الطبيعة منذ عقود، وإنجاز أشكال فنية جميلة من مخلفات الطبيعة "صنوبر، بذور الأشجار، الليمون، وصدف البحر، والفخار، والصناديق الخشبية…." في الوقت الذي يستغرق إنجاز العمل نحو أكثر من أسبوعين من دون أن يحقق لها المردود المادي الكافي وطالبت بدعم العمل وتسويق منتجاتها.
وتحدثت المهندسة ميسون شعبان المشرفة والمسؤولة عن تصنيع الفخار وأطباق القش وسل القصب لـ"سبوتنيك" عن دعم النساء المنتجات خلال الأزمة وإقامة الدورات اللازمة وتدريبهم لتأسيس المشاريع الصغيرة ومنحهن القروض اللازمة ودعمهن بالتسويق من خلال المعارض المحلية في اللاذقية، وعملن خلال الأزمة وحقق لهن الدخل المادي المناسب.
وتابعت شعبان بأن النساء عدن إلى صناعة أطباق القش المرغوبة بكثرة من قبل المواطنين.
وأوضحت المنتجة الريفية سوار البشلاوي، أنه يتم إنجاز الفخار وتلبيسه بصحون البيض وطلائها بمادة اللكر وتحتاج إلى القروض المادية لتحسين وضعهم المعيشي.
المنتجات راما شاهين، و دلال يوسف، وريم حماد، يعملن في المنمنمات وأعمال الخرز الإكسسوارات والكريستال والأحجار الطبيعية في طرطوس وصامدين ومستمرين في العمل والمشاركة في المعارض حتى يثبتن ان المرأة السورية تعمل وتكافح وتدافع عن بلدها باجتهادها وإنتاجها، إلا أن التسويق ضعيف وصعوبة تأمين المواد الأولية وارتفاع أسعارها، وطالبن بتقديم الدعم وفتح المعارض في روسيا.
وتعتمد المنتجة سلطانة الأخرس منذ 30 عاماً على بناء التنور "الذي يخبز عليه الخبز اليدوي" من خلال غربلة النحالات، وهي عبارة عن "الحجر الأسود من تل طوطاح في الغزلانية " بريف دمشق و خلطه مع التراب ومن ثم الخيش الناعم ويتم جبلهم لمدة يومين ومن ثم يتم بناء التنور على شكل أدوار كل يوم دورين حتى يتم إنجازه في فصل الصيف ويحتاج إلى 15 يوم، وتقوم بخبز العجين وصناعة خبز التنور اليدوي.
ولم يبقى أمام المنتجة إيمان محمد فاكي من محافظة حماة، وهي تعيش في قرية جبلية سوى صناعة المنتجات الغذائية منذ بداية الأزمة بعد تدهور الوضع المعيشي بشكل كبير، وأصبح التفكير الكبير للأسر الريفية في تحقيق متطلبات الحياة المعيشية، وهذا ما دفعها إلى الإنتاج وتصنيع الصناعات الغذائية ضمن المنزل وواجهت صعوبات في ظل انقطاع التيار الكهربائي الدائم، واستغنت عن القروض مقابل الجمعية التي تتعاون مع أقاربها وأصدقائها.
ولفتت فاكي إلى أن أخوها الشهيد المقاتل في الجيش العربي السوري مرسل محمد فاكي كان يخدم في محافظة حلب وخلال فترة الحصار وصعوبة الظروف كانت تقوم بتجهيز الأطعمة له ولرفاق السلاح وترسلها مع أي مقاتل حالفه الحظ في تجاوز صعوبة الطريق حينها.
وشكرت الدولة روسيا الصديقة لوقوفها إلى جانب سوريا في مواجهة الإرهاب.
وأوضح وزير الزراعة السوري المهندس أحمد القادري لـ"سبوتنيك"، أن العامل الأهم في المشاريع الصغيرة هو التسويق والترويج للمنتجات وصولا إلى إنشاء مراكز بيع ثابتة في كل محافظة، وتم البدء في محافظة اللاذقية ورصدت الحكومة 200 مليون ليرة لإنشاء مركز لبيع منتجات المرأة الريفية في مدينة اللاذقية، وثلاثة مراكز فرعية في القرداحة وجبلة والحفة، وكذلك سيتم إنشاء مركز في كل محافظة والهدف أن العملية التسويقية هي الحلقة الأهم لترويج منتجات المرأة الريفية.