وكشف التقرير، الذي يرتقي إلى مقام أول انتقاد من قبل القناة الممولة قطرياً لأنشطة التحالف العربي في اليمن، عن وجود سجون سرية في مدن عدن والمكلا وسقطرى وحضرموت جنوب اليمن، وتتم إدارتها بشكل خارج عن القانون من قبل تشكيلات عسكرية خارجة عن سيطرة السلطة اليمنية.
وأضاف التقرير: تشرف على هذه التشكيلات قوات إماراتية، وأصبحت هذه السجون تشكل ظاهرة خطيرة في اليمن، خاصة في العاصمة صنعاء، وقد انتشرت أيضاً في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية خاصة في محافظتي عدن وحضرموت بعيداً عن رقابة وإشراف السلطة القضائية.
وأكد تقرير منظمة "سام"، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، أن المعتقلين في هذه السجون السرية يتعرضون لصنوف شتى من التعذيب الجسدي والنفسي، ويحرمون من أبسط الحقوق المكفولة بموجب الدستور اليمني والقوانين الدولية.
مبينةً أن هذه المعتقلات لجماعة الحوثي وصالح تديرها تشكيلات عسكرية، منها قوات الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة الحضرمية في المكلا الخاضعتان بصورة مباشرة لإشراف دولة الإمارات العربية المتحدة العضوة في التحالف العربي.
وأكدت المنظمة أن القبض على المتهمين يتم بدون أوامر قضائية وبأمر مباشر ممن يشرف على قوات النخبة الحضرمية، التي تعمل خارج سيطرة السلطة المحلية.
كما عززت القناة القطرية حديثها هذا بتصريحات مسؤول الرصد في المنظمة الحقوقية، توفيق الحميدي، الذي قال في مقابلة مع "الجزيرة" إن لدى منظمته كافة الوثائق والدلائل التي تثبت ما جاء في التقرير، مؤكداً أن اتهام هذه القوات قائم على أدلة وحقائق وثقتها فرق رصد ميدانية تابعة للمنظمة الحقوقية.
وأضاف الحميدي في مقابلة له مع "الجزيرة" أن منظمته وثقت 450 اسماً في عدن والمكلا، منهم من تمت تصفيتهم ومنهم من تعرضوا للتعذيب.
ووثقت المنظمة في تقريرها ثمانية معتقلات، منها معتقل معسكر الحزام الأمني في منطقة البريقة والذي كان يقوده قائد عوضته القوات الإماراتية بآخر.
كما رصدت المنظمة، بحسب "الجزيرة"، معتقلات أخرى في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن والتي يشرف عليها عسكريون إماراتيون وتمارس فيها أنواع مروعة من الانتهاكات التي وثقتها المنظمة.
وأهم هذه المعتقلات معتقل الريان، ويقع داخل مطار الريان ومعتقل جزيرة سقطرى، وهو سجن أنشئ حديثاً من قبل قوات الإمارات في جزيرة سقطرى.