تفاني الهلال الأحمر السوري
ولفت إلى أنه حتى وإن انطفأت جذوة النزاع غداً، فإن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية ستكون ضخمة.
وتحدث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن لقائه بالمسؤوليين السوريين أكد خلاله رغبته في توسيع نطاق وصول اللجنة الدولية بشكل منتظم إلى المدنيين والمحتجزين، والأهمية الكبرى لأن تُيسّر جميع أطراف النزاع عملنا على الأرض بصورة أفضل، بمنحنا إمكانية وصول أسرع ودون معوّقات.
وأبدى ماورير إعجابه بالتفاني الذي يبديه آلاف المتطوعين من الهلال الأحمر العربي السوري، "الذين يعملون معنا، كتفًا بكتف، لمساعدة المحتاجين". معبراً عن استعداده مع الهلال الأحمر العربي السوري تعزيز عملياتهم الإنسانية المحايدة، وزيادة المساعدات الحيوية. "لكنّ الوصول إلى الناس أمر بالغ الأهمية بالتأكيد، فلا يمكننا مدّ يد العون إلى الناس إذا لم نتمكن من الوصول إليهم."
تقدم في إيصال المساعدات
وكشف عن تقدم تدريجي في مجال إيصال المساعدات عبر خطوط المواجهة وقال: في عام 2016، نفذنا عمليات عبر خطوط المواجهة فاقت تلك التي نفذناها في عام 2015 بثماني مرات، ومنذ بداية العام الجاري تمكنّا من إيصال مساعدات في 19 عملية من هذا النوع. ويُعزى الفضل في قدرتنا على فعل هذا إلى الحوار الصادق والمباشر الذي نجريه مع جميع أطراف النزاع." مؤكداً أن أعمال الإغاثة القصيرة المدى وحدها لا تكفي. "ونحن نعتزم التوسع في برامج تأمين سبل العيش استجابة لتوقعات أولئك الذين هم بحاجة في الوقت الحالي إلى حلول أكثر استدامة، مثل المنح النقدية أو المشاريع الصغيرة، لإعادة بناء حياتهم".
واعتبر رئيس اللجنة الدولية أن الحظ حالفه عندما استمع مباشرة إلى أناس يحاولون التشبث بالحياة في ظل ظروف بالغة الصعوبة. "ولم أستطع إخفاء تأثّري عندما أهدتني الطفلة منار ذات الثلاثة عشر ربيعاً — وهي إحدى الفتيات السوريات اللاتي التقيتهنّ في مركز الدعم النفس-اجتماعي التابع للهلال الأحمر العربي السوري في مدينة "التل" — هدية صنعتها بيديها.
وختم ماورير بيانه بالقول: من الواضح أيضاً أن التوصل إلى حل سياسي هو أمر محوري لإنهاء هذه المعاناة. لكنّ وجود هذا الحل لا يعني أن نصرف انتباهنا عن احتياجات الناس الذين التقيتهم اليوم ويوم أمس. إذ يجب تقديم المساعدات بمعزل عن العملية السياسية، ويجب ألا تُعمي هذه العملية أنظار العالم عن إبصار معاناة الشعب السوري.