أيُّها المُسلِمُونَ: حَرِي بِأُمَّتِنا وهي تشهد العديدَ من الأزمات والتَّحَدِّيَاتِ والمَخاطِرِ أَنْ تمتثل ما أَرْشَدَنا إليه نَبِيُّنا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ من أنّ المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشَتكى منه عضو تداعَى له سَائرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى، فالمملكة العربيَّة السّعودِية منْذ عَهدِ جَلالَةِ المَلِكِ المُؤَسِّسِ المَلِكِ عبدِالعَزيزِ ـ رحمه الله ـ سَعَتْ لدعم كلّ جهدٍ يخدم وحدة المسلمين، ولمّ الشَّملِ العَرَبِيِّ والإسلاِميِّ، وسَتَبْقَى ـ بإذنِ اللهِ ـ حَريَصة على تحقِيقِ هَذا الهَدَفِ النبَّيلِ.
وَيَأتِي اجتِماع قَادَة العَالَمِ الإسلامِيِّ قَبلَ أَيَّامٍ بِمَدِينَةِ الرِّيَاضِ شَاهِداً عَلى حِرصِنا واهتِمامِنا بِهذا الأمرِ، والرَّغبَةِ فِي تَوحِيدِ جُهُودِنا جَمِيعاً لِلقَضَاءِ عَلَى التَّطَرُّفِ والإرهابِ بِكُلِّ أَشكَالِهِ وَصُوَرِهِ، وَحِمَايَةِ البَشَريَّةِ مِنْ شرورِه وآثَامه، وَنَحمَدُ اللهَ أَنْ وَفَّقَنا إلى إنشِاءِ المركز العالميّ لمكافحةِ الفِكرِ المتطَرِّفِ، فالإسلام دِينُ الرَّحمَة والوَسَطِيَّة والاعتدال والعيش المشترك.
نَدعُو اللهَ أَنْ يُعِزَّ دِينَهُ، وَيُعلِيَ كَلِمَتَهُ، وَأَنْ يَتَقَبَّلَ صِيامَنا وَقِيامَنا وَصَالِحَ أَعمَالِنا، وَكُلٌ عَامٍ وَأَنْتُمْ بِخَيرٍ.
وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه.