وتابع الشريفي، وأيضاً على المستوى الاقتصادي وبقية المستويات الأخرى بما فيها حتى المستوى الثقافي، في تقديرنا هذا إجراء إيجابي جداً ولكنه جاء متأخراً، ونأمل أن تكون وتيرة العمليات في رفع سقف العلاقات بشكل أسرع، وخصوصاً وأن العراق يمر بمتغير كبير جداً وهو الإنتهاء من "داعش"، فنحن نحتاج إلى روسيا في رفع الكفاءة التسليحية والإرتقاء بالقدرات القتالية فضلاً عن التعاون في المجالات الأخرى.
ولفت الشريفي، إلى أن العلاقات بين موسكو وبغداد لا تحتاج للكثير من الجهد من أجل تسويقها للشعب العراقي، لأن هناك قابلية كبيرة جداً لدى الشارع العراقي من أجل فتح قنوات مع روسيا، لأن روسيا لها عمقاً اجتماعياً مع دول المنطقة يجعل الأرضية الإجتماعية مهيأة لتقبل أي قرار سياسي في إطار التعاون المشترك.
وحول توقيت القرار قال الشريفي:
لقد وصفنا التوقيت بأنه متأخر لأن الإرادة السياسية كانت ماضية باتجاه الولايات المتحدة في كل مفاصل الحياة، وخلال تلك التجربة المريرة ثبت أن الولايات المتحدة لا تؤمن بالشراكة والصداقة وإنما تؤمن بمبدأ التبعية والتي تمارس من خلاله إسلوب الابتزاز، وفي رأي أن قرار تطوير العلاقات مع روسيا جاء تأسيساً على مرحلة فاشلة بين العراق وأمريكا، حيث كان الرهان على أمريكا خاطىء منذ انطلاق المشروع السياسي في البلاد.
وأوضح، أنه كان هناك رهان كبير على الولايات المتحدة وعلقت عليها الآمال، وبعد التجربة القاسية أصاب الجميع نوع من الإحباط، ليس إحباط للرأي العام فحسب بل إحباط للنخب السياسية، لذا فإن هذا التغير في الرؤى إيجابي ومدعوم بالقاعدة الشعبية التي سترحب بتلك الخطوة وفي نفس الوقت ستوجه انتقادها للمشروع السابق "الأمريكي" والذي خذلنا في مواقف عديدة بداية من الملف الأمني والعسكري بالإضافة للملف الاقتصادي.
واختتم الشريفي، أن المصالح العليا للبلاد تحتاج إلى حليف استراتيجي يتوافق معنا في الرؤى والتوجهات، في كل المجالات ونحتاج إلى الانفتاح على بلد نستطيع أن نحاكية حضارياً وثقافياً ويؤمن بالتوازن في العلاقات وليس بالتبعية، فالآن لا يوجد مبرر حتى وإن تعرضنا للنقد ولم تعد هناك أي قناعات بالنسبة للمشروع الأمريكي.