أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المصالح الأساسية لكل من روسيا وفرنسا هي أهم بكثير من الوضع السياسي الحالي.
وأضاف يوتين قائلا "اتفقنا على أن القضية الأكثر أهمية اليوم، مهمتنا المشتركة، هي مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى أن ماكرون اقترح إنشاء مجموعة عمل لتبادل الوفود، التي يمكنها زيارة كل من موسكو وباريس، مشددا على ضرورة إقامة تعاون مشترك لمكافحة التهديد الإرهابي، "الذي هو بالتأكيد في غاية الخطورة لنا، وبالنسبة للدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا".
وتطرق بوتين للأزمة السورية موضحا "موقفنا معروف جيدا (من الأزمة)، وذلك يكمن في حقيقة أنه من المستحيل التعامل مع التهديد الإرهابي، من خلال تدمير (مؤسسات) الدولة في البلدان التي تعاني بالفعل من مشاكل داخلية وتناقضات. أنا واثق من أننا يمكن أن نعمل معا لتوحيد القوى في مكافحة الإرهاب، من أجل تحقيق نتائج إيجابية".
وتابع أن روسيا لا تعلم مدى استقلالية فرنسا في حل المسائل الميدانية حول سوريا، بما أن الحديث يدور عن الاتفاقات بين أعضاء التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والتي فرنسا عضو فيه.
ودعا الرئيس الروسي نظيره الفرنسي إلى زيارة روسيا، مضيفا "آمل أنه سيكون قادرا على قضاء بضعة أسابيع في موسكو".
وأضاف أنه لا بد من "النقاش مع مجمل الأطراف ومن بينهم ممثلين عن (الرئيس السوري) بشار الأسد".
وتابع ماكرون قائلا: "أولويتنا المطلقة هي مكافحة الإرهاب واستئصال المجموعات الإرهابية وخاصة داعش"، معلنا الاتفاق مع الرئيس الروسي على إنشاء "مجموعة عمل" بين البلدين لمكافحة الإرهاب".
هل لاقت هذه الزيارة للرئيس الروسي لفرنسا ولقاءه الرئيس الفرنسي ماكرون اهتماما من قبل وسائل الإعلام الفرنسية والأوساط السياسية الفرنسية؟
ما الذي يمنع عودة العلاقات الروسية الفرنسية إلى عافيتها؟
هل هناك آفاق واعدة للعلاقات الروسية الفرنسية؟
للتعليق على هذا الموضوع ينضم إلينا من باريس الصحفي والمحلل السياسي الفرنسي أنطوان شاربنتيي
يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفرنسي أنطوان شاربنتيي في حديث لإذاعتنا، إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فرنسا هي تعبير عن حسن نيته تجاه الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون الذي دعاه وانفتح عليه بعكس الرئيس السابق هولاند، وبالتالي قبل الرئيس الروسي الدعوة. من المؤكد أن لدى الرئيس الروسي فكرة واضحة عن الرئيس ماكرون، لكن من المهم اللقاء والتعارف عن قرب. أما بالنسبة للرئيس الفرنسي فهو يحاول أن يظهر نفسه على الساحة الدولية كصلة وصل بين روسيا والولايات المتحدة.
فيما يخص تحسين العلاقات بين البلدين، فإن الرئيس بوتين واضح جدا في هذه المسألة، فهو مع الانفتاح على كل الدول التي تريد التعاون والتعامل مع روسيا، لكن هل فرنسا باستطاعتها أخذ المبادرة الشخصية والتعاون مع روسيا، وهل قراراها السياسي هو حر، من منطلق انخراطها في المحور الأمريكي والأطلسي الذي يحارب روسيا وامتداداتها في العالم.
وأشار شاربتيي إلى أن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى فرنسا لاقت اهتماما كبيرا من قبل الشعب الفرنسي، لأن محبي سياسة الرئيس الروسي في الشرق الأوسط هم كثر في فرنسا، بالإضافة إلى أنه كان هناك اهتماما واسعا من قبل الأوساط السياسية الفرنسية بزيارة بوتين إلى باريس.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي