بعد كشف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن العملية العسكرية ضدّ "داعش" في الرقة، بدأت ليلة الجمعة الماضية ، وإشارته إلى أن أميركا زوّدت أنقرة بالمعلومات اللازمة قبل بدء الحملة، فيما نفى المتحدث باسم التحالف الدولي ذلك في حديث لوكالة "سبوتنيك" بقوله "لا نستطيع تأكيد انطلاق العملية، ولا نبحث مستقبلها".
طرح برنامج "بوضوح"، العديد من التساؤلات حول هذا الشأن على ضيوف حلقة اليوم الإثنين، حيث وصف الخبير العسكري السوري العميد محمد عيسى، الأنباء المتداولة عن بدء معركة الرقة من قبل رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم بـ"بدء المسرحية الهزلية".
وأوضح "أن القوات الأمريكية في الرقة هي نفسها قوات "داعش"، وأن ما يحدث في الرّقة هو عملية لاستبدال قوات "داعش" بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، بغية إدراجها ضمن حل سياسي معين يضمن دورا مكافئا للدولة السورية، كي يعطي الولايات المتحدة امتيازات واتفاقيات، شبيهة لتلك التي تعطيها الدولة السورية لروسيا في منطقة الضفة الغربية لنهر الفرات، أو باقي الأراضي السورية" — على حد تعبيره-.
ووافقه في الرأي، أستاذ القانون العام بجامعة دمشق د.محمد خير العكام، الذي رأى، أن هناك خلافا تزداد هوته بين القوات الأمريكية، والتركية فيما يخص "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تعتبرها تركيا، إرهابية وخطر على أمنها القومي، بينما تدعمها الولايات المتحدة، ولكن كلا الطرفين يتخذان من ما يسمى معركة الرقة وتحريرها من الإرهاب ذريعة للتدخل في الشؤون السورية، ووسيلة للضغط على الحكومة السورية".
وأضاف، أن غياب التنسيق بين الجانبين الأمريكي والروسي بشأن مكافحة الإرهاب، هو أمر متعمد من جانب الطرف الأمريكي، الذي يرغب في استمرار الحرب استثمارا منه لهذه الحرب، التي لم يحقق منها أهدافه الاستراتيجية حتى الآن، ولكن الرد الروسي على عدم التنسيق جاء من خلال ضرب الأرتال العسكرية في الرقة، بالتنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية".
أما إصرار الطرف الأمريكي على التنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية"، وتجاهل الطرف التركي، فيأتي في إطار استعمالها كورقة ضغط، على كلا الحكومتين السورية والتركية، لذا فالتصريحات التركية الأخيرة التي جاءت على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية، تعطي إشارة بأن الطرف التركي، يعيد تموضعه ويقترب أكثر إلى الطرف الروسي حال استمر الطرف الأمريكي في سياسته.
وأردف "السياسة التركية الحالية في الشمال السوري، تعبر عن مخاوف جدية على الأمن القومي التركي، والذي يتهدد من خلال "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تراها الحكومة السورية مجرد مكوّن اجتماعي تنفتح عليه بشرط التنسيق مع الجيش السوري".
ورأى بأن الطرف الأمريكي من مصلحته أن يبعد "قوات سوريا الديمقراطية" عن التنسيق مع الجيش السوري ومع الطرف التركي أيضا رغبة في تنفيذ أهدافه من خلال هذه الحرب.
أما تدخل الطرف الأمريكي المباشر في هذه الحرب، فما هو إلا محاولة لعرقلة التنسيق الروسي السوري عن تحقيق أهدافه، وكذلك ليعيق المحور الآخر، والمتمثل في "طهران، بغداد، دمشق، بيروت" عن تحقيق أهدافه أيضا، استثمارا منه لحالة الحرب في سوريا لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، واستبدالا لـ"داعش" بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، للضغط على الحكومة السورية، على حد قوله.
أعداد وتقديم: دارين مصطفى