وأضاف مقصود، خلال حواره في حلقة اليوم، الجمعة، من برنامج "بوضوح"، المذاع عبر أثير إذاعة "سبوتنيك"، أن دي مستورا محامي المعارضة، التي أثبتت للعالم كله، بأنها معارضة غير موحدة، وداعمة للإرهاب، وتعمل على تنفيذ أجندات الدول الداعمة لها".
وأوضح، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تسعى بكل ما أوتيت من قوة — باستخدام أدواتها الرخيصة، من تشكيل الميليشيات الإرهابية بمسميات مختلفة، كـ"الجيش الحر، والجيش الجديد، وغيرها.." كبديل لـ"داعش" بعد أن فقدت إمكانية الاستثمار والتوظيف له في سوريا- حتى لا تخرج تلك المنطقة من تحت سيطرتها بأي شكل من الأشكال، لأسباب معروفة، ولإغلاق هذه المنطقة على مصالحها، كي تخرج إلى شرق آسيا، وأوراسيا، ومن ثم إلى بحر الصين، من أجل الهيمنة على العالم عبر إقامة خطوط حمراء، ورسم خارطة في هذه المنطقة لمواجهة الصين، وروسيا، اقتصاديا.
وأوضح الخبير العسكري، الأسباب التي تجعل الرقة، محط أنظار الولايات المتحدة في الوقت الحالي، وأوجزها في كونها "العقدة الرابطة ما بين بغداد ودمشق، ما يعني أنها العقدة الرابطة للمحور الممتد من "طهران — بغداد- دمشق، وصولا إلى بيروت"، مما يمثل خطرا استراتيجيا، ووجوديا على إسرائيل متى ما خرجت تلك المنطقة من تحت السيطرة الأمريكية".
وأردف، "كما تشكل هذه المنطقة الخزان الاستراتيجي لمصادر الطاقة، وفي نفس الوقت، هي الخزان الاستراتيجي للمواد الغذائية، وتعتبر سلة الغذاء لسوريا والعراق".
وأضاف مقصود، أن ما يحدث اليوم في سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، هو ذات الاستراتيجية التي استخدمتها أمريكا في العراق، في عام 1993، عندما تم استهداف المدافعين عن مطار بغداد من قوات الحرس الجمهوري العراقي، بقنابل نووية مصنوعة من اليورانيوم المنبّط، درجة التلوث فيها ضعيفة لحساب ولصالح الإشعاع الوهاج الذي يؤدي إلى عملية الحرق، دون أن تظهر آثاره لمدة طويلة".
أما أستاذ القانون العام بجامعة دمشق، الدكتور محمد خير العكام، فقد رأى أن الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية — سابقا- باستخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في حادث "مطار الشعيرات"، واستخدامها اليوم للفسفور الأبيض المحرم دوليا ضد مدنيي الرقة، يدل على السياسة الأمريكية الخرقاء، التي تريد قيادة الصراع ضد الشعب السوري بأي شكل من الأشكال".
وأضاف العكام، "هناك أدوات كثيرة في القانون الدولي يمكن استخدامها ضد واشنطن لإدانتها في هذه الانتهاكات الإنسانية ضد الشعب السوري، كاللجوء إلى مجلس الأمن، واللجوء إلى القضاء المحلي الأمريكي في الداخل الأمريكي، والقضاء الدولي، وإلى المحاكم الأوروبية في الدول السامحة بذلك، والمحكمة الجنائية الدولية، وكل تلك الأدوات لم يتم تفعيلها من قبل الجانب السوري حتى الآن".
وعن أسباب عدم استخدام سوريا لأدواتها من أجل شكوى الولايات المتحدة على انتهاكاتها الإنسانية بحق الشعب السوري، قال العكام، "إن تلك الدعاوى لابد من مرورها —أولا- عبر مجلس الأمن، وعندها ستقوم الولايات المتحدة باستخدام حق الفيتو للتصويت ضد اتخاذ قرار دولي فيها، ومع ذلك قمنا برفع دعاوى —أمام محكمة الجنايات وأمام المحكمة المختصة بمحاربة الإرهاب في سوريا- على دول وأشخاص ثبت أنهم يدعمون الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر، ولكن ذلك غير كاف، وينبغي أن نلجأ إلى القضاء الدولي، وهو أمر بحاجة إلى دراسات متعمقة يجب على الجانب السوري أن يبذل جهدا فيها".
وأورد أستاذ القانون العام بجامعة دمشق مثالا على صور التنديد والشجب الدولي للممارسات الأمريكية اللاإنسانية بحق الشعب السوري، الاجتماع الطارئ الذي تقدمت روسيا بطلبه عقب قصف قوات التحالف للجيش السوري والقوات الحليفة له قرب التنف منذ أيام، ووصف ذلك بأنه عدوان على سوريا، بذريعة مكافحة الإرهاب، والتي سقطت نهائيا وبشكل واضح للعيان، بعد قصف الولايات المتحدة للبنى التحتية السورية وقصفها للمدنيين بذريعة القضاء على "داعش".
وكان نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد نشروا صورا ومقاطع فيديو لغارات التحالف الدولي على شرق وغرب الرقة السورية باستخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحرم دوليا.