إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون
استمرارًا لجهود التوسط في حل أزمة قطر مع عدد من الدول العربية التي أعلنت قطع العلاقات معها ومنها السعودية ومصر والإمارات والبحرين، أعلن الرئيس العراقي فؤاد معصوم، اليوم الإثنين، استعداد بلاده للقيام بدور وساطة في الأزمة الخليجية-القطرية، مشددا على أن العراق يسعى إلى علاقات أكثر حميمية مع السعودية، يأتي هذا فيما بعث رئيس غينيا، ألفا كوندي، رسالة إلى الرياض يعرض عليها الوساطة في الأزمة.
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية، اليوم ، عن معصوم قوله: "مستعدون لبذل كل جهودنا من أجل تقريب وجهات النظر والوساطة لحل أي مشكلات أو خلافات بين الدول الشقيقة سواء الخليجية أم غيرها، مدفوعين بعامل الصداقة والعلاقات التاريخية والمصالح المشتركة"، مشيرا إلى أن "المشكلات والنزاعات يمكن حلها سلميا وبالحوار المتبادل".
وفي هذا الموضوع يقول الدكتور عزيز جبر شيال:
"إن وساطة العراق في هذه الأزمة تعتبر من الأمور المحمودة، فالحكومة العراقية لا تريد أن تنحاز إلى أحد، وهذا الموضوع يؤهلها لأن تكون وسيط في هذه المسألة. وقد كثر الوسطاء في الفترة الأخيرة، فالكويت وتركيا وروسيا والولايات المتحدة، لكن من وجهة نظري فإن الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت تعتبر من افضل الوساطات، وكان يمكن للعراق منذ بداية الأزمة أن يطرح نفسه وسيط ولكان له دور مؤثر، لكن زيارة وزير خارجية قطر بعد اندلاع الأزمة مباشرة إلى بغداد ربما أعطت انطباعا إلى الآخرين على أن العراق سيكون في هذا الصف أو ذاك، ويجب أن لا ننسى أن العراق يتمتع بعلاقات قوية مع إيران، والخليجيون الذين قاطعوا قطر يتحسسون من هذه المسألة، خصوصا وأن الموجة الحالية هي موجة عداء لإيران. إن هذه الأزمة قد تكون مفتعلة في توقيتها، وربما سيكشف القادم من الأيام أن هذه القضية ماهي إلا زوبعة في فنجان تنتهي بالجلوس إلى مائدة مفاوضات مع الولايات المتحدة، وأرى أن الحل قريب".
وعن هذا الموضوع أيضا يقول الدكتور أحمد الأبيض:
"إن العراق في موقفه هذا يحاول السير مع النصيحة الأمريكية، التي جاءت عن طريق مبعوث الرئيس الأمريكي، بأن العراق عليه أن يكون محايدا في هذه الأزمة، وهناك مشكلة أثارتها مصر فيما يتعلق بالأموال التي جُلبت من قبل القطريين مقابل الرهائن، ومصر تقول أن قطر دفعت مبالغ الى مجموعات مسلحة قامت بالاختطاف، ومن هنا جاء موقف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم.
الوساطة العراقية سوف لن يكون مرحب بها من دول الخليج، فموقفها معروف من العراق. وموقف العراق ترجمة للموقف الإيراني الغامض لحد الآن من هذه الأزمة. واذا لم تحل هذه الأزمة ضمن السقف الزمني الذي وضعه الرئيس التركي في شهر رمضان، فقد تصل هذه الأزمة إلى أعمال وممارسات أخرى قوية ضد قطر.
منذ سنوات وللسعودية إشارات بأنه بالإمكان ضم قطر إلى السعودية والخلاص من هذا الموضوع، وهو أمر تحسمه الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وهناك موضوعات خفية خلف الأزمة الخليجية، منها موضوع الغاز، حيث لقطر مشروع تصدير الغاز إلى أوروبا من خلال سوريا وتركيا.
قطر مستعدة لتقديم تنازلات الى روسيا والى تركيا، وهو ما يزيد من حدة الصراع، والحل في يد الولايات المتحدة عبر الخطوات التي ستتخذها، واعتقد أن الأمر مؤجل لمدة أسبوعين".