بعد أكثر من أربعةً عشرً عاماً منذُ الغزوِ الأمريكيِ للعراق، وبعد سنين من تَقَلَّبت البلادُ ما بينَ الصراعاتِ العِرقِيةِ والمذهبيةِ تارة، وبين الإرهابِ الأسودِ الذي وجدَ أرضاً خِصبة نَبَتَ ونما فيها تارة أخرى.
ما هي ملامحُ المرحلةِ القادمةِ في العراق بعدَ دحرِ الارهاب.. وخريطةُ العلاقاتِ الخارجيةِ لدولةِ العراقِ الجامعةِ للمتناقضات. وكيفَ يمكنُ لبغدادَ أن تُعالجَ أخطاءَ الماضِي لتُؤَمِّنَ المستقبل؟.
في هذا الصدد أرجع السفير العراقي بالقاهرة والمندوبِ الدائمِ لبلادِهِ في جامعة الدول العربية… السيد "حبيب هادي الصدر" لبرنامج "بين السطور" المذاع على أثير "سبوتنيك"، الاثنين، سبب تأخر الجيش العراقي في حسم معركة الموصل حتى الآن هو أن الإرهابيين في الموصل اتخذوا من الأبرياء دروعا بشرية كما أن المدينة تضم مواقع تراثية بازغة، وهو ما جعل القوات العراقية تتوخي الحذر وتتأني كثيراً من أجل الحفاظ علي أرواح المدنيين.
وأوضح أن بعض الأسلحة التي لا يستخدمها الجيش العراقي في العمليات مثل المدفعية والراجمات لأجل إصابة الأهداف بدقة، أيضا ساهم في تأخير عملية حسم المعركة.
وعن الأزمة الخليجية القطرية مع السعودية و الإمارات والبحرين، أكد أن العراق ينأى بنفسه عن صراعات المنطقة ولا يريد أن ينشغل إلا بمعركته الرئيسية وهي مكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن العراق الجديد بعد 2003 ينحو منحناً اعتدالياً وسطياً في سياسته الخارجية ولا يتدخل في شئون الدول الأخرى.
وعن موضوع الفدية التي صادرتها بغداد قبل أن تسلمها قطر لجماعة مسلحة مقابل الافراج عن مواطنيها بالعراق، قال السفير العراقي إن هذه الفدية تم التحفظ عليها في المطار وتم التحفظ عليها في مكان آمن.
واعتبر أن ذلك مخالف للقوانين، مشددا على أن العراق لن يسمح بوصول هذه المبالغ إلي الخاطفين الإرهابين المجرمين ، لافتا إلى استعداد العراق لتقديم كافة المعلومات والبيانات حول هذا الموضوع في مجلس الأمن، مؤكداً علي تفاوض قطر مع تلك الجماعات الإرهابية دون علم الحكومة العراقية.
وعلى صعيد علاقات العراق الخارجية، قال إن العراق وضع لنفسه منذ عام 3003 استراتيجية ثابتة في علاقتها الخارجية ، وقد تضمن الدستور العراقي الصادر عام 2005 تأكيدا صريحاً من خلال المادة الثامنة من الدستور والتي نصت علي حسن الجوار وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى وحل النزاعات بالطرق السلمية والحفاظ علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل بالإضافة لوجود العراق علي حدود دول الخليج وايران ربما يساعدها علي لعب دور ايجاب في مد جسور التواصل بين الجميع.
أما عن العلاقات العراقية الروسية، قال الصدر إن العلاقات العراقية الروسية هي علاقات قديمة ومتينه، قائلا إن للأصدقاء الروس أيادي بيضاء في عام 2003 وما بعده.