التغريدات ليست من شخص عادي، بل من أحد أهم أركان القصر الملكي السعودي، وهو المستشار بالديوان الملكي بمرتبة وزير، والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، سعود القحطاني، وهو ما يدل على أن الغوص في الأزمة وصل لمرحلة تتعدى كل ما قد يراه البعض من أمل في الحل.
نشر التغريدات، مساء الخميس، عن خيوط المؤامرة التي قادها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وأمير قطر السابق حمد، تتواكب مع الإعلان عن وصول سفينتين أمريكيتين لقطر، للمشاركة في مناورات بحرية محدودة، ومع زيارة لرئيس جهاز المخابرات الأمريكية لمصر واجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وهي تشير إلى إعلان سعودي عن حرب تصريحات، وفتح ملفات قد لا يكون للأمير الحالي، تميم، علاقة بها، ولكنها مع الملفات المتاحة لدى الدول المحاصرة لقطر، الخاصة بدعم الإرهاب، قد تدشن حملة دولية ضد قطر.
القحطاني الذي وعد بنشر مزيد من التغريدات على حسابه في "تويتر"، لكشف ما ذكره من تفاصيل إضافية عن "المؤامرة"، مؤكدا أن كل ما قاله موثق بالدليل، قد فضح بشكل واضح علاقة المتآمرين بجماعات جهادية، حينما ذكر في تغريدته أن سعد الفقيه قال لمبعوثي أمير قطر السابق، إن "الاغتيال قابل للتنفيذ وأنه بمجرد حدوثه سينهار النظام على يد من يسميهم بالجهاديين".
والفقيه، هو أحد أفراد مجموعة من المعارضة السعودية، الذين يقيمون في لندن، استمالتهم الدوحة "لضرب استقرار المملكة السعودية"، وحسب التغريدات قادهم العقيد الليبي محمد إسماعيل لتنفيذ المؤامرة.
السعودية بدأت فتح الملفات، ومن الواضح أن المملكة لن تستطيع مداواة جروح ربيبتها الصغرى قطر، بدون تغير جذري في سياسات الإمارة الصغيرة، إن لم تكن تطمع في تغيير أكبر يصل إلى وصول أسرة آل ثان لاتفاق يطيح بالأمير الحالي ووالدته، التي تصل إلى درجة المستشار الأول للأمير.
ما يفعله القصر السعودي الآن، هو ضرب مباشر تحت الحزام، أمام أعين حكم الحلبة "أمريكا"، ولجنة الحكام "الاتحاد الأوروبي" تجلس في الأسفل، والإمارات ومصر تقفان بجوار زاوية المملكة، تشجعان بكل حرارة، وتلوحان بشارات النصر، منتظرة نتيجة اللعب الملكي مع الأمير الصغير.