وأضاف حسن خلال حواره في حلقة الأحد، من برنامج"بوضوح"، المذاع عبر أثير"سبوتنيك"، أن ماحدث في سوريا على مدار ست سنوات، أدى إلى بزوغ ظاهرتين مهمتين، أولاهما، هو انحسار الدور الأمريكي في المنطقة، وثانيهما، هو صعود "روسيا" كقطب مكافئ للطرف الأمريكي، والذي منح "أمريكا"، فرصة ماسية لتغيير نظرة التاريخ لها كمحارب فعلي للإرهاب، متى ما تعاونت مع الطرف الروسي، والتزمت فعليا بمناطق تخفيف التوتر والتصعيد.
وأوضح، أنه يجب التفريق بين الحدود الجنوبية السورية الأردنية باتجاه "درعا"، والتي أعلن الجيش السوري، بدخولها ضمن مناطق تخفيف التصعيد، وإعلانه الهدنة فيها، وبين الحدود الجنوبية الشرقية (السورية العراقية) وتحديدا في "التنف"، والتي تشهد تصعيدا أمريكيا بإدخال منظومة الصواريخ —الأخيرة- في منطقة لم يعد لـ"داعش"، وجود فيها دون تنسيق مع الجيش السوري، في إطار الاعتداء على سيادة الدولة السورية.
وأردف،"هي بذلك ترسل رسالة إلى دول العالم وإلى روسيا بشكل خاص، مضمونها أن القانون الدولي، هو ماتقوله أمريكا، وماتقوله أمريكا هو القانون الدولي، في محاولة لمنع انتشار الجيش السوري على كامل الشريط الحدودي بين سوريا والعراق، بغرض قطع التواصل بين أقطاب المقاومة مرورا بـ(طهران — بغداد- دمشق- الضاحية الجنوبية- القدس- اليمن)".
وأوضح الخبير، أن ما حققه الجيش السوري من تقدم نحو الحدود العراقية، وملاقاته لقوات الحشد الشعبي، يمنع من تحقيق الهدف الاستراتيجي الأمريكي، بإقامة حزام عازل ما بين شرق سوريا، ووسطها وغربها، لكن التحركات الأمريكية تخفي الكثير من المخاطر التي قد تتحول إلى تهديدات جدّية قد تذهب بالمنطقة برمتها نحو الهاوية.
وعن التزام المعارضة المسلحة بالهدنة المعلنة من قبل الجيش السوري قال د. حسن، "إن هذه المجاميع المسلحة تلتزم بما يملى عليها من مموليها بتنفيذ أجنداتهم الخارجية الخاصة بسوريا".
أما عن أهمية "معبر الوليد" الحدودي بين سوريا والعراق، قال الخبير العسكري،" إن هذا المعبر يمثل عمقا استراتيجيا لكلا الدولتين، ولهذا استهدفته واشنطن بزرع عناصر" داعش" على طول الشريط الحدودي، مما يمثل ورقة ضغط على العراق، وسوريا، بوجود العناصر الإرهابية في هذه المناطق، ولكن بوصول قوى "الحشد الشعبي"، وتطهير مناطق واسعة من الشريط الحدودي، مثّل ذلك ضربة قاصمة لـ"داعش" و"جبهة النصرة"، ولكن هذا لن يكتمل إلا إذا ما قوبل بقوات الجيش السوري والقوى الرديفة، من الجهة المقابلة على الحدود السورية، وهو مايثبت أن واشنطن لا تحارب "داعش"، وإنما تحارب بـ"داعش" ولا تحارب الإرهاب، بل تستثمر بالإرهاب".
وعن أهمية "معبر الوليد الحدودي" قال الخبير العراقي، "إنه يشكل رابطا يصل بين(سوريا والعراق والأردن والسعودية)، وهذه العقدة الاستراتيجية، هي التي دعت النظام العراقي السابق إلى إنشاء قاعدة جوية في هذه المنطقة"قاعدة الوليد الجوية"، للسيطرة على هذا المعبر الحدودي، وهو ماتفعله الولايات المتحدة —الآن- بإنشائها قاعدة "التنف" في الجانب السوري، باستغلال هذا المنفذ الحدودي الهام ذا الموقع الحيوي الحساس".
وكانت القوات العراقية، قد أعلنت السبت استعادة منفذ الوليد الحدودي مع سوريا حيث تمكنت من فرضِ سيطرتِها على المثلثِ الحدودي بين العراق والأردن وسوريا.