بعد أيام من فقدان حزبها الغالبية البرلمانية، وجدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نفسها في الموقف الأصعب في حياتها السياسية فأكثر من ألف شخص قادوا حملة احتجاجية يطالبون باستقالة تيريزا ماي على خلفية حريق برج غرينفيل في لندن
حيث تعرضت رئيسة الوزراء لموجة انتقادات بسبب تأخرها في زيارة المتضررين وإهمال السلطات البريطانية في توفير أمن المقيمين بالمبنى المنكوب، وهو الأمر الذي أدى لتراجع شعبية ماي في البلاد.
وأفادت صحيفة "غارديان" بأن المحتجين المحتشدين أمام "داونينغ ستريت، 10"، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، يتهمون ماي بالجبن ويطالبونها بالاستقالة فورا من منصبها.
وتواجه ماي اتهامات متزايدة من قبل المواطنين بإهمال حكومتها فيما يتعلق بتوفير أمن المقيمين في المبنى المنكوب، وتأخرها شخصيا في زيارة المصابين، بالإضافة إلى امتناع المسؤولين البريطانيين عن تقديم المعلومات والدعم إلى المتضررين وأهالي الضحايا.
ونظمت في لندن عدة حملات احتجاجية طالب المشاركون فيها بمعاقبة المسؤولين عن الحادث الكارثي الذي أودى بأرواح 30 شخصا على الأقل، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.
وجاءت مقابلة ماي الأخيرة مع قناة "بي بي سي" لتصب الزيت على النار، حيث امتنعت فيها عن الإجابة على الأسئلة الأكثر حساسية حول الحريق. وأثارت هذه المقابلة موجة غضب جديدة في البلاد، إذ يتهم النشطاء ماي بالتملص من الإجابة عن الأسلحة وبـ"نقص الإنسانية" لديها.
وشددت ماي على أن أولية السلطات البريطانية تكمن الآن في مساعدة المتضررين، ممتنعة في الوقت نفسه عن الإجابة على الأسئلة الأكثر حساسية.
فإلى اي مدى ستستمر هذه التظاهرات؟ وما هو موقف تريزا ماي من مطالبتها بالاستقالة؟ هذا ما سنعرفه في هذه الحلقة من برنامج "في العمق"
قال الكاتب والمحلل السياسي محمد ابو العينين
لم يتوقع المحللون دعوة ماي إلى انتخابات مبكرة وهذا ما أدى إلى تعثرها لأن الانتخابات لم تقوي موقفها وتعثر تشكيل الحكومة، وبعدها جاء اختراق البرج مما أدى إلى قتامة الوضع وتعثر تريزا ماي في وضع حلول لمشاكل كثيرة…موضحا أن هناك سوء تقدير للكارثة ومن جانب ماي التي لم تلتقي بأهالي الضحايا الذين يمنحونها أصواتهم. وعن عدم رد تريزا ماي عن أسئلة "بي بي سي" أوضح أن أدائها به الكثير من القصور ولديها إشكاليات وتعثر في حل المشاكل وعدم قدرتها على الخروج بحل مرض مع الاتحاد الأوروبي…وهي تتحمل 7 سنوات من سياسات تقشفية لحزب المحافظين…موضحا أنه أصبح هناك قصور في عمليات الشرطة والحماية المدنية والأجهزة المختلفة وهذا أثر على سياسة ماي..وأوضح أنه في الوقت الراهن أصبح بقاء ماي مهما لأن أمام بريطانيا ملفات صعبة وخطيرة مع أنها في موقف صعب لا يسمح لها بإبرام حكومة أقلية وأوضح أن المؤتمر القادم في سبتمبر قد يحدد وضع ماي
ومنى عبد الله اسحق عضو حزب العمال البريطاني فقد أوضحت
أن كل المؤشرات تشير إلى اعتزال تريزا ماي بعد حريق برج لندن لأن أعضاء البرلمان أرسلوا خطابات توضح عدم ثقتهم بتريزا ماي تدعو لعدم وجودها…فتعالت الأصوات داخل حزب المحافظين بان تريزا ماي ليست هي المناسبة لقيادة بريطانيا كدولة عظمى وقيادة حزب المحافظين…موضحة أنها شخصية ضعيفة ومتعالية. وجاء حريق البرج ليوضح هذه الحقيقة موضحا أن حوالي 300 شخص كانوا بداخل البرج وماي لم تلتقي بأهالي الضحايا إنما التقت بشخصيات رسمية… وأوضحت أن شخصية المحافظين هي التعالي وعدم الاعتراف بالآخرين…ومؤكدة أن حزب العمال كان الأقرب للفوز بالانتخابات مؤكدة أن جيرمي رئيس حزب العمال أحرز شعبية قوية بداخل المجتمع البريطاني…موضحة أن الفرصة الآن موآتية لجيرمي لكي يتصدر الوضع في بريطانيا على حساب حزب المحافظين.
إعداد وتقديم: حساني البشير