الأزمة القطرية مع الخليج قد تؤثر على تركيا، الحليفة لها، رغم ما لها من علاقات مشتركة وطيبة خاصة مع السعودية، زعيمة مجلس التعاون كما تطلق عليها أنقرة.
لكن ما أثار تخوفات المتابعين هو تصريح مستشار الشؤون الاقتصادية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاء تلفزيوني، بأن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى "ربيع".
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن العلاقات السعودية — التركية بدأت تشهد توترًا بسبب اختلاف سياساتهما بشدة تجاه قطر، التي تواجه عزلة من دول الجوار الخليجي ومصر منذ أسبوعين.
في هذا الصدد، اعتبر المحلل السياسي السعودي، خالد باطرفي، تصريح المستشار التركي كفر وجحود بكل ما قدمته المملكة لدعم أشقائها ومنهم تركيا، في مواجهة الإرهاب على سبيل المثال، ومشاركة السعودية في قاعدة أنجرليك، لمواجهة أعداء تركيا والعالم.
وأضاف أن هناك "في تركيا والسعودية عقلاء من يتجاوزون تلك التصريحات، وإن كان لها ظلال، ولكنها لن تصل إلى درجة أكبر".
وأشار إلى أن المملكة لن تطلب من تركيا قطع علاقتها مع إيران، لأن لها علاقات متميزة اقتصادية وتجارية مع طهران، حتى وإن كان هناك تفاهم وتوافق على منع التغول الإيراني في المنطقة والتدخل في شؤون جيرانها.
أما ماجد عزام، رئيس تحرير نشرة المشهد التركي، قال إن تصريحات المستشار التركي خرجت عن سياقها فهو تحدث عن ربيع عربي بشكل عام، من داخل الشعوب، وتم تحريف أو ترجمة مجتزأة.
وأكد أن وزير الخارجية التركي تحدث في نفس اليوم عن أهمية العلاقة مع السعودية، وقبلها بيوم تحدث الرئيس التركي عن أمله أن يحل الملك سلمان الأزمة في أسرع وقت ممكن، حتى قبل حلول عيد الفطر، وتم الحديث عن أن تركيا مستعدة لبذل الوساطات والجهود من أجل حل الأزمة أو دعم أي جهود ووساطات تبذل، وتحديدا من قبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد.
وتوقع عزام أن تكون هناك اتصالات متبادلة بين الرياض وأنقرة، للتشاور حول حل الأزمة مع قطر، بعد محاولات تأجيج تلك التصريحات من بعض الجهات، وأيضا سيكون هناك إيضاح حقيقة ما جرى وتأكيد الموقف التركي، الذي عبر عنه يوم الجمعة السابقة الرئيس أردوغان، من اسطنبول.
إعداد وتقديم: عبد الله حميد