قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد علي مقصود، "إن الولايات المتحدة الأمريكية، تسعى لرسم خريطة جديدة للمنطقة العربية وتنفذ مشروعها التقسيمي للمنطقة لتعيد الوصاية الغربية عليها من جديد، ولكن هذه المرة تحت مظلة أمريكية وليست بريطانية".
وأوضح خلال مداخلته في حلقة الأربعاء من برنامج "بوضوح"، المذاع عبر أثير "سبوتنيك"، "لذا فقد قامت أمريكا، بزرع الجماعات المسلحة والإرهابية، ومن ثم ادعت محاربتها في ذات الوقت، كي تكون لها اليد العليا والنفوذ في المنطقة، ولكي تستخدم تلك الجماعات كأدوات في المناطق المحررة، كي تجعل منها مناطق خاضعة للنفوذ الأمريكي، لتستعملها كورقة ضغط على طاولة المفاوضات مع "روسيا".
وأضاف الخبير، "نحن الآن، أمام احتمالين، الأول منهما، هو حدوث مواجهة مباشرة مابين التحالف السوري، الروسي الإيراني، والعراقي حاليا، وبين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وهذا غير وارد الحدوث لأن "أمريكا" ستكون الخاسر في هكذا مواجهة".
وأردف، "أما الاحتمال الآخر، فهو أن تعمل أمريكا، على تقديم بعض الاعتذارات، وإعادة إحياء تفعيل اتفاقية مناطق تخفيف التوتر، عقب قرارها بتعديل مسار طائرات التحالف الدولي".
واختتم العميد، مقصود قوله، "لابد أن نأخذ في الاعتبار، تجميد أستراليا لمشاركتها العسكرية ضمن قوات التحالف الدولي، عقب الإنذار الروسي، القاضي باستهداف أي جسم طائر في الأجواء السورية من قبل وسائل الدفاع الجوي الروسي والسوري".
أما أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود، فقال معلقا على التحركات الأمريكية الأخيرة في الجنوب السوري إن أمريكا تبحث لها عن أوراق ضامنة لها في السياسة كي تصبح مؤثرة في المشهد الكلي للاشتباك الحاصل على المستوى السوري ، مضيفا "أن الإدارة الأمريكية السابقة انهزمت في مجموعة من الأهداف والملفات ولم تستطع أن تمرر أهدافها التي رتبت لها جيدا من وراء العدوان الحاصل على سوريا تحديدا والمنطقة بشكل عام لذا نستطيع القول بأن الإدارة الأمريكية السابقة لم توفر أوراقا للإدارة الحالية ضامنة لها كي تكون فاعلة ومؤثرة في المشهد السوري
وأوضح العبود أن ما تفعله الإدارة الأمريكية الآن يندرج وفق مستويات متعددة:
1--تأمين ملفات ضاغطة في السياسة من أجل أن تكون في جانب روسيا في تأمين الحد الأدنى من مصالحها على مستوى المنطقة
2-- ينبغي على إدارة ترامب في ظل الحالة التي وصل بها إلى الحكم أن تشد من الداخل الأمريكي وهذا تابعناه في عدوانه على مطار الشعيرات مثلا وأيضا في الاحتكاكات التي تقوم بها القوات الأمريكية في أكثر منطقة على مستوى الجغرافيا السورية.
3 — يجب الانتباه إلى أنه هناك قوى أوروبية وإقليمية لم تكن إلى جانب إدارة ترامب، وبعد هذه التحركات التي تؤديها الولايات المتحدة من خلال العسكرة في الميدان لتأمين الضغط بملفات سياسية تضمن لها الجلوس على طاولات تسوية تؤمن لها مصالحها.
ورأى العبود أن الولايات المتحدة سترفض الوصل السوري العراقي في مواجهة الارهاب وستعمل على تأجيله لأطول فترة ممكنة، أولا، لتضمن بقاءها واستخدامها لملفات ضغط سياسيا؛ وثانيا، لتقول إنها موجودة وتستطيع أن تكسب ميدانيا
وأكد العبود أنه لو تم التواصل السوري الإيراني العراقي إضافة إلى المقاومة مع مظلة دولية تقودها روسيا سيصبح الجانب الأمريكي خارج معادلات المنطقة.
إعداد وتقديم: دارين مصطفى