وبحسب "رويترز" كان الأمير محمد بن نايف (57 عاما) الذي أصيب في محاولة اغتيال قام بها تنظيم "القاعدة" في عام 2009، قد نجح في القضاء على حملة تفجيرات للتنظيم المتشدد وحافظ على علاقات وثيقة مع المخابرات الأمريكية حيث اكتسب سمعة بصفته رجل موثوق به.
والأمير محمد هو ابن لولي العهد السعودي الراحل الأمير نايف الذي شغل منصب وزير الداخلية من عام 1975 وحتى وفاته إثر أزمة قلبية في 2012.
وحسب ما ذكرته "رويترز" فإنه رغم تعيين ابن أخيه بدلا منه فقد ظل ملف الأمن في يد فرع نايف من عائلة آل سعود، الأمر الذي من المرجح أن يطمئن آخرين من أفراد العائلة الحاكمة مع تعزيز الملك سلمان وابنه لسلطتهما بشكل متزايد.
وقالت جين كينينمونت، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في مركز "تشاتام هاوس" إن محمد بن نايف كان يحظى بدعم شخصي قوي من قوات الأمن وأجهزة المخابرات.
وكتبت على "تويتر" تقول "وهكذا تظل وزارة الداخلية مع ذرية الأمير نايف ولكن مع خبرة أقل في القيادة".
وذكرت قناة "العربية" التلفزيونية إن الأمير عبد العزيز درس في الرياض قبل أن يدخل مجال العمل الخاص، ولكن بعد أن تولى الملك سلمان الحكم في 2015 تم تعيينه مستشارا في الديوان الملكي في إدارة الحقوق وإدارة الأنظمة ثم الإدارة العامة للحدود بالإضافة إلى وحدة المستشارين. وفي الفترة الأخيرة عمل مستشارا لوزير الدفاع.
جيل من الزعماء الشبان
تخرج وزير الداخلية السعودي الجديد من مدارس الظهران الأهلية ودرس القانون في جامعة الملك سعود وهو ضمن دفعة جديدة من الزعماء الشبان الذين تولوا مناصب رفيعة في المملكة منذ تولي الملك سلمان حكم المملكة.
وينظر الشباب السعودي لذلك على أنه دليل على أن جيلهم يتولى مكانة رئيسية في تحديث وإصلاح بلد ظلت تقاليده الأبوية لعشرات السنين تضع السلطة في يد الأجيال الأكبر سنا.
وستؤدي وزارة الداخلية دورا رئيسيا في تنفيذ الإصلاحات وفي مكافحة التشدد والتعامل مع المعارضين في الداخل.
ويندد تنظيم "داعش" بعائلة آل سعود لتحالفهم مع الولايات المتحدة ونفذ هجمات في البلاد.
وقضت السعودية على حملة من هجمات "القاعدة" في الفترة من 2003 إلى 2006 لكنها تعرضت لتفجيرات نفذها تنظيم "داعش" في العامين الأخيرين. وتراقب قوات الأمن السعودية عن كثب السعوديين الذين يشتبه في أن لهم صلات بمتشددين، وحسب "رويترز" اعتقلت أكثر من 15 ألف شخص للاشتباه بهم في السنوات التي تلت حملة "القاعدة".
تولي زمام الأمن
تقول "رويترز" إن وزير الداخلية الجديد لا يملك الخبرة الكافية مقارنة بعمه فيما يتعلق بمكافحة التشدد. ويتولى زمام أجهزة شرطة ومخابرات واسعة يقول المنتقدون إنها استخدمت لتكميم أفواه المعارضين من الإسلاميين والناشطين العلمانيين على السواء.
وكتب مايكل حنا، الخبير بمركز أبحاث سنتشوري فاونديشن يقول على "تويتر" إن إعفاء محمد بن نايف من منصبه يمثل أيضا "خسارة لشريك موثوق به منذ فترة طويلة لدى الولايات المتحدة (في مجال مكافحة الإرهاب)".
Will obviously be overshadowed by ascension of MbS, but MbN's removal from MOI is also the loss of a longstanding, trusted US CT partner. https://t.co/ngFS3LQpCY
— Michael Hanna (@mwhanna1) June 21, 2017
ويتمثل القلق الأمني الداخلي الآخر في السعودية في منطقة القطيف التي يقطنها نحو مليون شخص في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط. وتشهد المنطقة منذ 2011 احتجاجات من حين لآخر.
وسيتوق الدبلوماسيون والمحللون لمعرفة موقف وزير الداخلية الشاب من القضية الكبيرة التي تواجه السعودية وهي التوفيق بين التغير الاجتماعي وجيل الشباب وبين الحفاظ على التقاليد واقتصاد يعتمد على النفط.
وسيتوقون أيضا ليروا إلى أي مدى سيتمسك بسياسات عمه أو ما إذا كان سيغيرها.
وأظهرت برقيات للسفارة الأمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن محمد بن نايف يتخذ موقفا متشددا نسبيا تجاه إيران وإنه طلب من المسؤولين الأمريكيين معرفة أفضل السبل لحماية البنية التحتية "في حال نشوب حرب مع إيران".
وخلال السنوات الخمس التي تولى فيها وزارة الداخلية لم تظهر الدولة أي تهاون تجاه المعارضين حيث جرى اعتقال وحبس نشطاء بتهم تشمل التحدث إلى وسائل إعلام أجنبية.