وتعد عملية إسقاط الطائرة السورية، هي المرة الأولى منذ حملة كوسوفو عام 1999، التي قام فيها مقاتل أمريكي بإسقاط طائرة في الهواء عن طريق قتال جوي بين طائرات.
لكن كيف لم يتحول ذلك الإجراء التصعيدي الأمريكي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، وكيف تجنب الطرفان الحرب على الأراضي السورية.
استجابة الكرملين
أصدرت الكرملين استجابة غاضبة، ولكن بعناية وحرص من أن موسكو ستستهدف أي طائرة معادية تحلق فوق الأراضي السورية من دون تصريح.
وبدا الكرملين أنه أكثر حكمة وحصافة في التعامل مع تلك الأزمة، لأنه وفقا للقدرات التقنية، فإن الجيش السوري قادر على إسقاط طائرات التحالف، التي تحلق في المجال الجوي السوري.
ولكن موسكو تدرك أن هذا الأمر يمكن أن يكون على درجة عالية من المخاطر، والمواجهة المباشرة مرتبطة بفقدان الطرفين لأعصابهما، ويبدو أن موسكو لا تريد أن تفقد أعصابها سريعا.
وقال غوسديف "العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا معتمدة على فكرة الأعصاب وردود الفعل المنفصلة المرتبطة بالطيارين والمراقبين الأرضيين، وليس وفقا لخطط الرؤساء والدبلوماسيين".
وأشار إلى أن الكثير من المراقبين كان يخشى من أن تتحول حادثة إسقاط الطائرة السورية إلى ما يشبه رواية ما بعد الحرب الكوكبية النووية "آلاس" لعام 1959، والتي اندلعت بسبب رصاصة عرضية على القاعدة السوفيتية في اللاذقية بسوريا، والتي كانت سببا في حرب نووية بين القوى العظمى.
درس تركيا
ويبدو أن موسكو تعلمت كيفية ضبط النفس بصورة جيدة، منذ حادث إسقاط طائرة روسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، على يد طائرة تركية، حيث تجنب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردا عسكريا مباشرا، ولكن في المقابل أدت إجراءاته إلى صدور اعتذار رسمي ومباشر من نظيره التركي، رجب طيب أردوغان
وما يبدو أن روسيا استوعبته جيدا، هو أن المواجهات الحربية المباشرة ليست حلا، ولكن يمكن أن تستخدم موسكو أدوات أخرى تعقد الأمور وتعرقل خطط الولايات المتحدة في جميع المنطقة، بدلا من اتخاذ مواقف أكثر تصادمية.