وقال تاييز: جاء رد الفعل الأول من جانب روسيا، حيث أعلن الكرملين أن الولايات المتحدة قطعت تبادل المعلومات ميدانياً، وأكد أنه "سيعتبر كل الفعاليات الجارية في غرب الفرات هدف عسكري له".
من جانبه، أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكي أنهم عازمون على مواصلة العلاقات الميدانية مع روسيا كما في السابق، وأكد أن الطرف الذي يجب أن يقلق ليس روسيا…السعي الأمريكي لتهدئة خاطر موسكو ناجم عن أن المستهدف من إسقاط مقاتلة سلاح الجو السوري ليس روسيا كما هو معتقد، وإنما تركيا.
وأكد تاييز أنه لا معنى لأن تتصرف تركيا وكأن الأمر لا يعنيها. فمن يهدد "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي تحميه الولايات المتحدة، ومن يقول "قد نأتيهم فجأة في الليل"، ومن أجاب بمقولة "سنتدخل إذا اقتضى الأمر" خلال قمة أردوغان- ترامب، أليس إلا تركيا.
وخلص كاتب المقالة، التي نشرها "ترك برس"، إلى أن الولايات المتحدة بإسقاطها مقاتلة سورية توجه إلى القوى في الميدان رسالة مفادها "سأقطع يد من يمس حزب الاتحاد الديمقراطي". وهذه الرسالة بمثابة إنذار لتركيا، واختبار لها وجس نبضها في الوقت ذاته.
واعتبر الكاتب أنه إذا رضخت تركيا لهذه التهديدات فسوف تضع الولايات المتحدة أمامها المزيد من المطالب. وتخطط واشنطن إلى قطع الطريق أمام التدخل في سوريا، وتعتزم إضعاف سيطرة أنقرة على خط إعزاز- جرابلس، التي تحققت بفضل عملية "درع الفرات".
يبدو بكل وضوح أن هذا هو الهدف الميداني الذي وضعته الولايات المتحدة على المدى القصير. وبينما يقترب المخطط السياسي لوزارة الدفاع الأمريكية في سوريا من نهايته، تسعى الوزارة لإكساب "حزب الاتحاد الديمقراطي" حصانة في المنطقة.
وختم تاييز مقالته بالقول: علينا ألا ننسى أن الولايات المتحدة تختبر عزم تركيا أكثر مما تجس نبض روسيا. لكن ما لم تضعه واشنطن في حسبانها، هو الموقف الحازم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. لا يمكن لأنقرة أن تقف مكتوفة اليدين إزاء أي تطور بهدد وجود البلاد، وهذا ما سيفهمه الأمريكان مع الوقت.