وأردف، بقوله إن "المثلث القائم من الرقة" إلى تدمر وصولا إلى دير الزور، فالبوكمال، هو مثلث استراتيجي وسطي يخدم كامل عملية التحرير الذي تقوده سوريا".
وعن أهمية "دير الزور" كمدينة، قال حطيط، إنها مدينة وسطية بين القطاع الحدودي، الذي يفصل العراق، عن سوريا، ولهذه المدينة أهمية متعددة الوجوه.
فمن الناحية الديموغرافية، تعتبر "دير الزور"، منجما ومقلعا للقوى البشرية السورية في أكثر من قطاع، وهي منطقة حدودية تعتبر الحارس والقاعدة لحماية المعبر الوسطي الرئيسي من سوريا باتجاه العراق، وهي عاصمة محافظة زاخرة بالثروة الطبيعية خاصة من جهة الثروة النفطية، ومن جهة الممر المائي (نهر الفرات).
وأوضح قائلا، "هذه المزايا الاستراتيجية، هي التي جعلت من داعش يتخذ من دير الزور عاصمة ثانية له".
وأشار إلى أنه "من أجل الأهمية الاستراتيجية والعسكرية، والعملياتية، والميدانية الباهظة، التي تتمتع بها دير الزور، حافظ الجيش السوري طيلة الـ7 سنوات الماضية على تمركزاته، ومواقعه في محيط مطارها، على الرغم من الاستهداف الأمريكي للتمركزات العسكرية السورية هناك، بهدف إجبار الجيش السوري على ترك مواقعه فيها".
وعن أهداف الجيش السوري من خلال استعادته لـ"دير الزور"، قال الخبير العسكري، إن الجيش السوري، يهدف إلى أمرين رئيسيين، أولهما، هدف استراتيجي، وهو إفشال الخطة الأمريكية، التي كانت تبتغي بها الولايات المتحدة، وضع يدها على القطاع الحدودي الملاصق للحدود السورية العراقية، بهدف فصل المحور الشرقي عن المحور الغربي للمقاومة، متمثلا في موقع "دير الزور" على الجهة الشرقية".
أما ثاني تلك الأهداف، فهو إضافة أرض سورية، جديدة محررة، باستعادتها إلى سيطرة الدولة في إطار استكمال الجيش السوري لحربه على الإرهاب.
أما عن وجود الجيش السوري على بعد نحو 12 كيلومتراً عن محطة ضخ (تي تو) على خط النفط الممتد من العراق إلى حمص والساحل السوري، قال الخبير، "إن هذا إنجاز سيستثمر خلال الساعات، والأيام المقبلة، حتى الوصول إلى المحطة بذاتها، حيث أنه يعدّ استعادة لقدرات مالية وثروة طبيعية".
وعن اخر تطورات المشهد الميداني في الجنوب السوري الآن، قال حطيط، إنها دخلت الآن مرحلة فصل الجسم الرئيسي لـ"داعش"، والإجهاز النهائي عليه، وخلال الأسابيع المقبلة، لن يكون لـ"داعش"، منطقة آمنة تسيطر عليها في الأراضي السورية.
وكانت قوات الجيش العربي السوري، قد تقدمت، الجمعة، داخل محافظة "دير الزور"، بعدما استعادت عشرات الكيلومترات في المنطقة الحدودية مع العراق، من أقصى الجهة الجنوبية الشرقية، بالقرب من الحدود العراقية، وتوغلت مسافة ثمانية كيلومترات في المحافظة.