تناقش الحلقة ارتدادات الأزمة بين السعودية وحلفاؤها من جهة، وقطر من جهة أخرى على العلاقات التي تربط هذه الدول بتركيا، على ضوء اتخاذ أنقرة مواقف مساندة للدوحة في هذا الخلاف.
فقد رفضت تركيا المطالب الرئيسية التي أصدرتها دول "السعودية والبحرين والإمارات ومصر"، لإنهاء الأزمة مع قطر، وأكدت على لسان مسؤوليها أنها لا تخطط لإغلاق قاعدتها العسكرية في الدولة الخليجية.
ويعتبر طلب تركيا سحب قواتها من قطر أحد شروط قائمة الإنذارات الصارمة التي وضعتها المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المجاورة لقطر، أضافة لإغلاق قناة الجزيرة، والحد من العلاقات الدبلوماسية مع إيران وقطع كل العلاقات مع جماعة الإخوان.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائمة المطالب الموجهة لقطر بأنها مخالفة للقوانين الدولية، واعتبر قائمة المطالب أيضا بأنها "تطاول يصل إلى حد التدخل بالشؤون الداخلية".
ويرى مراقبون أن الغضب السعودي من الموقف التركي تجاه الأزمة من الدوحة قد يدفعها إلى التلويح بالورقة الكردية في وجه تركيا مقابل مساعدتها لقطر، والبدء بدعم جماعات كردية تعتبر نفسها موالية للدولة السورية.
ويستشهد هؤلاء بتركيز الإعلام السعودي مؤخراً على إجراء لقاءات وحوارات مع معارضين سياسيين أكراد في تركيا ، وهي المسألة التي أثارت جدلاً واسعًا في الفترة الأخيرة في ظل توتر العلاقات بين الرياض والدوحة التي تتلقى دعمًا سخيًا من حليفتها التركية.
الأكاديمي والباحث السياسي سمير صالحة اعتبر أن الأزمة القائمة الآن مع قطر ستتعقد وتتشعب وتستمر، إلا إذا حدثت مفاجآت عكسية في الأيام القليلة المقبلة، كأن يحصل لقاء تركي- سعودي على مستوى القمة لمناقشة تفاصيل هذه الأزمة.
وفي لقاء عبر برنامج "بانوراما" على سبوتنيك قال صالحة أنه " لا يرى مؤشرات حتى اليوم على أمكانية حصول هكذا لقاء لغياب الرغبة بالتهدئة من قبل الجانبين الخليجي والقطري".
ورأى أن "هذه الأزمة ستؤثر بشكل بالغ على العلاقات الخليجية التركية في المرحلة المقبلة، وسيكون لها ارتدادات سلبية على المستوى السياسي والاقتصادي".
وتابع أن "تركيا ستجد نفسها في قلب هذا التصعيد والورطة، بسب تشابك المصالح التي تربطها بأطراف الأزمة، لا سيما على ضوء تأكيد الرئيس أردوغان، بأن قائمة الشروط التي وضعتها البلدان الخليجية أما قطر تعتبر تدخلاً مباشراً في العلاقات التركية القطرية ومساس بالسيادة القطرية، والتي يعود إليها اختيار الشريك والحليف الذي تريده".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني