وأضاف: "نفترض أنه بعد ساعات قليلة، تذكر أن إسرائيل لديها أيضاً علاقات ممتازة مع روسيا، وأن البلدين ينسقان أنشطتهما العسكرية في سوريا. فهدد في التغريدة التالية، بأنه إذا لم تقم الدولة اليهودية بتجميد علاقاتها العسكرية مع روسيا، فإن العدو الأمريكي الذي هو أيضاً حليف لإيران سوف تفرض أمريكا حصاراً عليه".
وقال بارئيل إنه "على أي حال إن كل من يعتبر السيناريو المذكور أعلاه خياليا فعليه أن يعتبر أيضاً العقوبات التي فرضتها السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر على دولة عربية أخرى هي قطر خيالية. وعلاوة على ذلك، فقد قدمت 13 شرطا لرفع هذه العقوبات".
قال وزير الخارجية الإماراتي "يجب على قطر أن تغلق شبكة تلفزيون "الجزيرة" "لأنها بوق لجماعة "الإخوان المسلمين" والمنظمات الإرهابية". وعليها أيضاً قطع علاقاتها مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة في أراضيها، وتسليم أو ترحيل 59 مسؤولاً منتسباً إلى جماعة "الإخوان المسلمين" و"حماس".
بالإضافة إلى ذلك، يجب على قطر أن تسمح للمسؤولين الخارجيين بمراقبة امتثالها للمطالب مرة واحدة في الشهر، ودفع تعويضات لدول الخليج التي تضررت من سياساتها — وإن لم يذكر ذلك المبلغ أو ما هو التعويض — تماشيا مع سياسات دول الخليج الخارجية والاقتصادية والدفاعية، وبالتالي التوقف بشكل فعلي عن اعتماد سياسة خارجية مستقلة.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي: "ليس من المستغرب أن الحكومة في الدوحة سرعان ما أوضحت أن هذه الشروط ليست "معقولة" ولا "قابلة للتنفيذ". ووافقت الحكومة البريطانية على هذا الرد، وقال وزير خارجيتها بوريس جونسون إن الأزمة لن تحل إلا إذا كانت البلدان المعنية على استعداد لمناقشة الشروط التي يتم قياسها بواقعية. وبعبارة أخرى، إن المطالب المقدمة حتى الآن ليست واقعية".
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا مماثلا. وعلى النقيض من ترامب الذي اتهم قطر بأنها ملاذ للإرهاب، تساءل وزير الخارجية ريكس تيلرسون عن الأسباب الحقيقية وراء القرار الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
يرى بارئيل إن "سؤال تيلرسون جيد، نظرا للعلاقة التي تطورت خلال العام الماضي بين السعودية والعراق، وهو أهم شريك لإيران. حيث لم تعلن الرياض كلمة عن هذه الشراكة، ولم تقول شيئاً عن العلاقات الطيبة التي تقيمها سلطنة عمان مع طهران. وعلاوة على ذلك، فإذا كانت المملكة العربية السعودية تطالب تركيا بإغلاق قاعدتها العسكرية في قطر، وهي قاعدة أنشئت بموجب اتفاق عام 2014 بين البلدين، فلماذا لا تطلب طلبات مماثلة من أمريكا، التي تملك أكبر قاعدة للقوات الجوية في الشرق الأوسط وتقع في قطر؟ ولماذا لم تطلب الرياض (أو ترامب) من أنقرة ما يطالبون به الدوحة من حيث العلاقات مع إيران؟".
وكانت تركيا قد أعلنت بالفعل أنها لا تعتزم إغلاق القاعدة وأن رئيسها رجب طيب أردوغان وصف الحصار على دولة قطر بأنه "خطوة تتناقض مع مبادئ الإسلام وتشبه توقيع عقوبة الإعدام على البلاد".
ويقول الكاتب الإسرائيلي "إن أي شخص متحمس لفرض مقاطعة على قطر يقدم دعماً فعلياً للحصار المفروض على غزة. وفي النهاية، إذا كان العرب يفرضون بالفعل حصاراً على بلد عربي آخر، فيمكن لإسرائيل أن تتخذ تدابير مماثلة".
ويضيف بارئيل أن "التناقضات الداخلية التي كشفت عنها أزمة قطر في السياسة الخارجية السعودية والأمريكية هي قضية ثانوية. والسؤال الأهم هو ما إذا كان فرض العقوبات قد أصبح أداة تستخدمها المملكة العربية السعودية ضد البلدان. هل هذا جزء من استراتيجية جديدة يمليها ولي العهد الجديد محمد ابن سلمان لفرض القواعد السعودية على الشرق الأوسط؟. هل هناك صلة بين العقوبات على قطر والإجراءات العقابية التي فرضتها الرياض على القاهرة، بعد أن دعمت الأخيرة اقتراح روسيا بشأن سوريا؟ وهل هناك علاقة بين وقف المساعدات في العام الماضي من قبل كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب رفض عمان المشاركة بنشاط في الحرب السورية؟ إضافة إلى المقاطعة الاقتصادية التي فرضتها الرياض على لبنان لأن "حزب الله" يشارك في القتال في سوريا (على الجانب الآخر من الرياض)".
ويختتم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول "للوهلة الأولى، تتفق سياسة المملكة العربية السعودية مع سياسة ترامب وإسرائيل فيما يتعلق بإيران والحرب على الإرهاب. ولكن هل من الصواب أن تحتكر إحدى القوى العربية وضع جدول الأعمال في الشرق الأوسط — خاصة عندما يكون هذا البلد قادر أيضا على إملاء سياسات على واشنطن؟".