أعلنت القوات المسلحة العراقية مساء اليوم صدها سلسلة هجمات شنها انتحاريو تنظيم "داعش" خارج المدينة القديمة في الموصل شمال البلاد.
واستهدف التنظيم بهجماته حي التنك الفقير، في الساحل الأيمن غربي للموصل، حيث لا يزال يسيطر على مساحات صغيرة.
إن الحسم العسكري لا يعني احتواء التهديد بشكل كامل، لأن التنظيم لديه القدرة على المشاغلة أمنيا وليس عسكريا فقط، فإذا تم إسكات وسائل وأدوات إدارة المعركة عسكريا، لابد أن يكون هناك استحضارات لمعركة أمنية، حتى يجري تأمين وسائل وأدوات جديدة في إدارة المعركة على المستوى العلمي.
إن التقدم العسكري هو تقدم كبير جدا، ولكن في المقابل حتى المناطق التي تم تحريرها، مازالت آليات مسك الأرض أمنيا فيها مضطربة، حيث عادت ذات الوحدات الإدارية التي تتنازع فيما بينها والتي هي غير مستقرة في توجهات إعادة الأمن والاستقرار، وبالتالي فإن هذا الاضطراب السياسي أدى إلى إرباك أمني. فقضية مسك الأرض لازالت تحتوي على سلبيات، فضلا عن التداخل في المؤسسات الأمنية يؤدي إلى إحداث خروقات، والذي حصل في الموصل في الآونة الأخيرة هو أن التنظيم استطاع بشكل او باخر من أن يدخر جهدا في المشاغلة والتعرض أمنيا، والمعطيات كلها تشير إلى وجود خلايا نائمة في الموصل سوف تتحرك وفق سقوف زمنية معينة لإحداث إرباك واستهداف المنجز، لذلك نحتاج إدارة أمنية للأزمة.
إن عملية إنهاء تنظيم "داعش" جاءت بإرادة وطنية، وبسبب أن هذا التنظيم فشل في تنفيذ مشروعه، لكن هذه الإرادة التي طردت داعش لا تنفي من وجود تدخلات ما زالت مستمرة، كما أن المدن التي احتلها التنظيم سبق وأن سقطت سياسيا، وهذا السقوط السياسي أدى إلى دخول داعش عسكريا، حيث أن هناك أطراف في الحكومة المحلية ولربما حتى أطراف في الحكومة الاتحادية أحدثوا خللا في إدارة الأزمة سياسيا، أدى ذلك بدوره إلى حصول حالة من الارتخاء في المؤسستين الأمنية والعسكرية وهذا ما سهل دخول داعش، إذن نحن نحتاج إلى إعادة النظر في الوحدات الإدارية وفي الأداء السياسي، فالبقاء على ذات الوجوه في الإدارة معناه وجود إصرار إقليمي داعم لتلك الشخصيات، كما توجد قيادات أمنية عليها علامات استفهام لا يستطيع أحد المساس بها، والسبب في ذلك المحاصصة، إذن هناك لازالت أذرع سياسية و بمؤثرات إقليمية تفرض قيادات عسكرية وأمنية وتفرض قيادات سياسية.
إعداد وتقديم ضياء حسون