وكانت سلطة "جودة البيئة" في قطاع غزة قد أعلنت عن تلوث مساحات واسعة من الشاطئ، جراء ضخ مياه الصرف الصحي إلى البحر دون معالجة، بسبب استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
وقالت "جودة البيئة" إن انقطاع الكهربائي، حول مجمل شاطئ محافظات غزة إلى مستنقع آسن وملوث بفعل مياه الصرف الصحي غير المعالجة، محذرةً من كارثة بيئية تهدد شاطئ بحر غزة.
وأوضحت "جودة البيئة" على لسان مدير دائرة الصحة العامة والمخبر البيئي التابع لها، عطية البرش، أن "شاطئ غزة بات يستقبل يومياً ما يزيد عن 120 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي، مما أدى إلى تحويل الشاطئ إلى مستنقع للمجاري".
وأشار البرش في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أن انقطاع التيار الكهربائي وصل في غزة إلى 20 ساعة يومياً، أدى إلى شلل كافة المرافق الحيوية والخدماتية والبيئية بشكل كامل، لافتاً إلى أن هذا الشلل التام في المرافق اضطر سلطة البيئة إلى ضخ المياه العادمة إلى شاطئ البحر دون معالجة.
وأضاف، "قطاع معالجة مياه الصرف الصحي يعاني قبل اشتداد أزمة الكهرباء جراء الحصار الإسرائيلي للقطاع للعام الحادي عشر على التوالي، حيث منعت إسرائيل إدخال المواد الخاصة بمرافق الصرف الصحي، أو إدخال الوقود اللازم لتشغيل محطة المعالجة".
وتابع، "استمرار ضخ المياه العادمة إلى البحر يؤثر بشكل خطير على مجمل البيئة البحرية، كذلك يحرم سكان قطاع غزة من الاستجمام على المتنفس الوحيد لهم وهو البحر"، مؤكداً تلوث مساحات واسعة من شاطئ البحر وعدم صلاحية هذه المناطق للاستجمام.
الجدير بالذكر أن سلطة "جودة البيئة" بغزة أصدرت خرائط توضيحية في وقت سابق، تبين الأماكن الملوثة على شاطئ بحر القطاع، والتي شملت مساحات واسعة من الشاطئ، وذلك بعد توقف محطات معالجة مياه الصرف الصحي بشكل كامل في أبريل/ نيسان الماضي.
أماكن على شاطئ مدينة غزة كانت تزدحم كل صيف بعشرات السكان، الذين يهربون بشكل أساسي من حر الصيف في ظل انقطاع التيار الكهربائي، أصبحت اليوم خاوية، بسبب التلوث الكبير الذي طال الشاطئ والمياه.
وأكد الأربعيني خميس بكر، أن الناس في غزة أصبحوا غير قادرين على تحمل كل الضغوط التي تنهال عليهم، مشيراً إلى أن البحر كان المتنفس الوحيد الصالح للهرب من كل هذه الضغوط ومن درجات الحرارة العالية.
ونوَّه بكر في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أنه لم يقم بزيارة الشاطئ هذا العام هو وعائلته ولا يفكر بذلك، مضيفاً "لن نهرب من الحرارة الشديدة وانقطاع التيار إلى الأمراض نتيجة تلوث الشاطئ والمياه".
وأضاف، "أحياناً يتم قطع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة، وعائلات كثيرة مثلنا لا تمتلك أي بدائل للكهرباء، ولا نستطيع أن نبقى في بيوتنا بسبب اشتداد درجات الحرارة، واليوم نحن غير قادرين على الذهاب إلى البحر خشية من الإصابة بالأمراض"، متسائلاً "ماذا بقي من أشكال الحياة في غزة؟".
وفي ذات السياق قالت السيدة نوال الصفدي، إن البحر كان الفرصة الوحيدة كي يجد المواطن هواءً نظيفاً، وراحة تنسيه الهموم التي يتعرض لها بشكل يومي، مؤكدة أنها زارت الشاطئ لمرة واحدة هذا الصيف ولم تفكر في تكرار هذه الزيارة.
وشددت الصفدي في حديثها لـ"سبوتنيك"، إلى أن "انتشار التلوث على شاطئ البحر لم يعد يهدد الاستجمام فقط، بل يمكن أن يكون له آثار سلبية ضخمة على جميع سكان القطاع".
وأضافت، "على الجميع أن يبذل قصارى جهده كي يجد سبيلاً يخفف عن أكثر من 2 مليون شخص أصبحوا كالسجناء في قطاع غزة لا متنفس لهم".
ويعاني أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة من أزمة انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من 10 سنوات، بسبب عدم توفر الوقود اللازم لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.