التحالف الستيني بقيادة الولايات المتحدة يعمل جاهدا وبكل الجهود المتاحة أمامه لوضع قدمه حتى لو بالوكالة في سوريا وتحديدا في الشمال. فبعد دعمه لـ"قوات سوريا الديموقراطية" التي لم تحقق المطلوب منها على ما يبدو، تعلن قواتُ التحالف الدولي أنها تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية لمسلحي "مغاوير الثورة" في منطقة الشدادي القريبة من دير الزور.
وعرض التحالف الدولي على جيش "مغاوير الثورة" الذي يسيطر على معبر التنف بين سوريا والعراق، مساعدته في إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة الشدادي القريبة من دير الزور، وأنها مستعدة لنقل 100 عنصر من جيش "مغاوير الثورة" بمعداتهم إلى القاعدة الجديدة.
العميد محمد عيسى الخبير العسكري والاستراتيجي
إن القوات الأمريكية دمرت كل الجسور التي تصل للضفة الشرقية لنهر الفرات، ما يحقق هدف أمريكا بإقامة مكافئ للدولة السورية، وإقامة دولة كردية، تعطيهم امتيازات في منطقة الشدادي التي تعتبر من أهم حقول النفط في البلاد.
وأشار عسيى لبرنامج "ملفات ساخنة" على أثير إذاعة "سبوتنيك"، إلى أن أمريكا تعطي رسالة تقول فيها "أن شرق سوريا من حصة الأمريكان متمثلة في الأكراد"، وهذا تحقيقا لنهج ومشروع أمريكي إسرائيلي، ولكن هذا الأمر سيتصدى له الجيش السوري بعد القضاء على "داعش".
وتساءل عن متى يقتنع العالم أن "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى والتنظيمات المعتدلة حتى أنهم جنود أمريكيون؟ وهل يقبل الأمريكيون معارضة معتدلة تفجر وتقتل وما الفرق بين المعارضة المعتدلة وغيرها؟
سليمان السليمان، الأكاديمي والمستشار السياسي، أكد أن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا على أساس محاربة داعش، ليس إلا "تحالف كرتوني"، يعتمد على سيناريو معين وهو استثمار الإرهاب حتى اللحظة الأخيرة، "من أجل تنفيذ أجندة معينة تحقق مصالح الأمريكيين والعملاء في المنطقة وخاصة إسرائيل".
وأشار إلى أن إسرائيل تريد خلق حائط صد موالي لهم في المنطقة من وادي اليرموك حتي القنيطرة، وتنطلق عبر البادية السورية وصولا إلى التل الأبيض والتنف، بالإضافة إلى الفبركات والمسلسلات الأمريكية بتوجيه اتهامات للدولة السورية بأنها تملك الكيماوي، لإيقاف تقدم الجيش العربي السوري، ورسالة إلى حلفاء دمشق، أن الخطوط الحمراء يجب أن ترسم، لكن هذا لم يتحقق بعد تجاوز تلك الخطوط حتى الوصول للرقة.
وأوضح السليمان أن هذه القاعدة التي تنوي أمريكيا إنشاءها تأتي لتثبيت أركان التحالف الستيني باستثمار هذه المنطقة وباستثمار الإرهاب، وتحديدا "داعش" التي تهرب من العراق ودير الزور والبادية السورية، والتي فتحت لها الأبواب في الرقة، باتفاق مع التحالف.
إعداد وتقديم: عبد الله حميد