وقال قباني في حديث خاص لـ"سبوتنيك" إن آلية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم يجب أن تشرف عليها الأمم المتحدة، ويتولاها الجيشان اللبناني والسوري من حيث التطبيق العملي، وبالتالي يشرفون على نقل مواكب النازحين العائدين إلى سوريا وهناك يستلمهم الجيش السوري ويتولى إيصالهم إلى المناطق الآمنة.
وحول إمكانية إجراء حوار رسمي لبناني سوري حول هذا الملف، قال قباني "لا أتوقع ذلك، لأن للحكومة اللبنانية موقف بعدم التدخل في الشأن السوري، وبالتالي إذا تعاطت مع الحكومة السورية فهذا نوع من الانحياز إلى وجهة نظر نحن في غنى عنها في الوقت الحاضر.
لذلك الاتصال بين الجيشين لا يشكل مشكلة وهذا أمر متبع عندما تكون العلاقات السياسية مقطوعة.
وأكد أن هذا الملف يتعلق بإيجاد حل سياسي لسوريا وبإيجاد الأماكن الآمنة، وبالتالي تصبح آلية التعاطي بين الجيشين سهلة وليست صعبة.
وأضاف قباني "موضوع عودة النازحين السوريين إلى سوريا مهم جداً، لأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل أعباء النزوح السوري الذي تجاوز المليون ونصف المليون نازح، نرفض دمج السوريين في المجتمع اللبناني لأن أعدادهم كبيرة، وهذا الدمج يشكل خطراً على النسيج الاجتماعي اللبناني الذي نحرص عليه".
وفي هذا الإطار اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج علم أن هذا الملف قابل للحل إذا كان هناك إجماع فعلي وليس إجماع لفظي من قبل السياسيين اللبنانيين.
وقال علم في حديث لـ"سبوتنيك": مع الأسف هناك إجماع لفظي حتى الآن، لأن هذا الموضوع يشكل خلافاً سياسياً حاداً بين الأقطاب في لبنان، إذ يرى البعض أنه لا بد من التفاهم مع الحكومة السورية من أجل الحوار معها لتسهيل العودة، في حين أن هناك فريق آخر في الحكومة يرفض إجراء أي مفاوضات مع الجانب السوري، وبالتالي هذا يعني أن العنوان جامع ولكن كيفية تطبيق هذا العنوان مشكلة، وباعتقادي هذا الأمر سوف يبقي الملف بدون أي حل وسيزيد من الأعباء التي يتكبدها لبنان على كل المستويات".
وأكد علم أنه لا يوجد تفاهم داخل الحكومة حول إجراء مفاوضات مع الجانب السوري بهذا الملف تحديداً، وهذا يعكس مدى الانقسام الداخلي المتأثر بالصراع المحوري في المنطقة، وبالتالي فإذا كان حزب الله يريد معالجة هذا الموضوع من خلال الحوار مع الدولة السورية، نرى أن تيار المستقبل الذي تأثر بالسياسة السعودية يرفض أي حوار مع الحكومة السورية وهذا يعني أن الملف سيبقى من دون حل.
وأوضح أن ملف النازحين السوريين لا يمكن معالجته إلا من خلال التفاهمات ما بين الحكومتين السورية واللبنانية، خصوصاً أن العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع بين دمشق وبيروت، ولا تزال هناك بعثات دبلوماسية متبادلة، ويعود للمجتمع الدولي الدور الكبير والمؤثر، لكن الدول الكبرى لا تحل مكان الحكومة اللبنانية، التي تتحمل المسؤولية على هذا الصعيد، والتي عليها تحديد خياراتها بنظرة موحدة.
هذا وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إنه يجب على الحكومة أن تضع على جدول أعمالها كيفية التنسيق مع الحكومة السورية من أجل تسهيل عودة النازحين طوعا إلى المناطق في الداخل السوري.
وفي احتفال تكريمي لحزب الله في كفرصير، قال الشيخ قاسم "ما هي الحجة عند الآخرين، عند الدول الكبرى خاصة، بعدما حرر محور المقاومة 30 ألف كيلومتر مربع من البادية السورية وبعض قراها، يعني ثلاثة أضعاف لبنان، خلال الشهر الأخير، وهذا إنجاز كبير ويسهل أيضا عودة النازحين إذا ما كانت هناك جدية حقيقية في العمل".