أما حرب تموزعام 2006 بين لبنان وإسرائيل، بدأت بذريعة قيام "حزب الله" بأسر جنود إسرائيليين عند الحدود الشمالية، لكن كل المعطيات والتحليلات أكدت أن إسرائيل كانت تتحضر للحرب منذ سنوات وكانت بحاجة لذريعة منطقية لبدء العدوان. تختلف المنطقة اليوم عن السابق، فـ"حزب الله" المنخرط بالحرب السورية والهدوء النسبي للحدود الشمالية، يعطي إسرائيل الوقت للتفكير والتأمل والتخطيط للمستقبل.
لا شك أن المراهنة الإسرائيلية اليوم تعول على انشغال المقاومة اللبنانية في الأحداث السورية وما تسفر عنه من استنزاف للعديد والعتاد في المعارك المتنقلة في سوريا. وتحرص القيادة الإسرائيلية اليوم على إيجاد ذريعة منطقية أخرى لبدء عدوان جديد تحت أي مسمى، خصوصا أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تنشط في الأشهر الأخيرة لتقدير الحالة العسكرية واللوجستية لـ"حزب الله" والجيش اللبناني عند الحدود. بالإضافة إلى الوضع اللبناني االداخلي المتأزم، ولا ننسى الوضع الإقليمي والصراعات الإقليمية المختلفة التي جعلت من إسرائيل دولة مطمئنة وفي حال من الإسترخاء.
ذريعة إسرائيل لعام 2017
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" منذ أيام نقلا عن صحف أخرى عن مشاريع إيرانية لبناء مصانع أسلحة في لبنان، وبدأت بعد ذلك التصريحات الإسرائيلية المختلفة تخرج إلى الإعلام أبرزها من وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان، وصولا إلى تصريح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، الذي جدد التهمة وقال إن إيران تعمل في السنة الأخيرة على إقامة بنية تحتية لإنتاج ذاتي لأسلحة دقيقة في لبنان، وحذر من أن إسرائيل لن تقف مبالية وساكتة عن الأمر.
كما تناقل الإعلام الإسرائيلي خبرا عن اجتماعات أمنية وعسكرية تكاثرت في الآونة الأخيرة، واجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية الذي يجتمع لمناقشة أمور "حساسة" و"مصيرية" لإسرائيل.
لا شك أن هذه الاجتماعات تذكرنا باجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر إبان حرب تموز 2006، والذي انتهى ببدء ساعة الصفر للعدوان على لبنان. هذه التصريحات الإسرائيلية الأخيرة توحي أن شيئا يطبخ على نار هادئة في المعسكر الإسرائيلي…أما المقاومة اللبنانية فهي بالمرصاد.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)