وأصدرت المحكمة أمرا باعتقال البشير بتهمة الإبادة الجماعية.
وسيحظى حكم اليوم بمتابعة عن كثب لتداعياته المحتملة على البشير وغيره من زعماء الدول بالإضافة إلى المحكمة نفسها.
وإذا قضت المحكمة بأن قرار جنوب أفريقيا عدم القبض على البشير كان عملا من أعمال عدم الامتثال فإن المحكمة حينئذ يمكن أن تحيل بريتوريا إلى مجلس الأمن الدولي أو إلى الدول أعضاء المحكمة. وفي كل الأحوال يرجح أن تمنى جنوب أفريقيا بانتكاسة دبلوماسية تتمثل في توبيخ المحكمة لها وليس أن تفرض عليها غرامة أو عقوبة.
ومن الممكن أيضا أن تقبل المحكمة بدفوع جنوب أفريقيا بأنها غير ملزمة بتنفيذ أمر الاعتقال.
وكانت بريتوريا قالت إن الأمر الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال البشير باطل بموجب قانون معمول به في جنوب أفريقيا يمنح الحصانة من المحاكمة لزعماء الدول وهو ما يتفق مع القانون الدولي.
لكن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أنه لا حصانة لزعماء الدول خلال وجودهم في الحكم في القضايا المتصلة بجرائم حرب.
واتهم البشير بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية عام 2008 فيما يتصل بمقتل واضطهاد جماعات عرقية في إقليم دارفور.
وعلى الرغم من أن السودان ليس عضوا في المحكمة الجنائية الدولية فإن للمحكمة سلطة قضائية هناك بسبب قرار أصدره مجلس الأمن الدولي عام 2005 أحال الصراع إلى محكمة لاهاي.
وتواجه المحكمة خطرا وهو أن أي إجراء تتخذه لن يؤدي إلا لتسليط الضوء على ضعف الدعم الدولي لوجودها.
والولايات المتحدة وروسيا والصين ليسوا أعضاء بالمحكمة. في أفريقيا دفع الاستياء من توجيه المحكمة الاتهامات للأفارقة كينيا للتهديد بالانسحاب كما دعا الاتحاد الأفريقي في فبراير/ شباط إلى انسحاب جماعي.
وذهبت جنوب أفريقيا إلى ما هو أبعد من ذلك وأخطرت الأمم المتحدة رسميا العام الماضي بنيتها الانسحاب، بحسب "رويترز".
وفي العام الحالي منعت محكمة محلية في جنوب أفريقيا الخطوة لأسباب إجرائية لكن السلطات قالت الأسبوع الماضي إنها ستمضي في الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية.