العديد من علماء المناخ والمؤرخون يحاولون فهم كيفية التقلبات المناخية في فترات تاريخية سابقة، وحتى في العقود القليلة الماضية استطاعت أن تؤثر على مسار التاريخ. فعلى سبيل المثال، فقد وجد أن موجة البرد في القرن السابع قد سببت وباء الطاعون في الإمبراطورية البيزنطية ووضعت أساس القوة للخلافة العربية، وفي الثلث الأول من القرن الثالث عشر ألزمت المغول بوقف الهجوم على أوروبا.
ويعتقد بعض العلماء أن الحدث الأخير من هذا النوع هو "الربيع العربي" والحرب في الشرق الأوسط الناجمة عن بدء الجفاف في عام 2009 الذي أثر على المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى.
ومن المفترض أن هذه التغيرات المناخية متصلة بالتغيرات في طبيعة الحركة المدارية للأرض، أو التقلبات طويلة الأجل في حركة التيارات البحرية، مما يؤدي إلى تغير المناخ خلال بضعة آلاف من السنين بين الأوضاع الرطب نسبيا والبارد والدافئ والجاف.
واليوم تظهر دراسات ميتريان وزملائه، أن منطقة الشرق الأوسط في مرحلة الجفاف والتي سوف تستغرق حوالي 10 آلاف سنة. ولذلك لا يجب علينا انتظار أن المشاكل مع المياه سوف تحل في السنوات القليلة القادمة من تلقاء نفسها.