نتحدث اليوم عن التحركات العسكرية الأمريكية على الأراضي السورية وحول عن تفعيل القواعد العسكرية الأمريكية في الرميلان والطبقة ، وكذلك نحاول أن نقدم قراءة عسكرية إستراتيجية لتحرك القوات العسكرية الأمريكية ما بين العراق وسورية ، وماهية خطورة توجه رتل عسكري أمريكي من العراق إلى الأراضي نحو مدينة الرقة مؤخراً.
فهل تريد الولايات المتحدة في غمرة الأحداث وانهيار التنظيمات المسلحة أن تحقق أي انتصار ميداني يعلل وجودها في سورية لتسرق جزء من النصر الميداني لسورية وحلفائها بما يحقق لها مساحة مطلوبة للمناورة السياسية بعد أن انتقلت المواجهات الفعلية من الميدان إلى الساحة العسكرية في ظل تغير في المزاج السياسي الأمريكي والأوروبي والذي قرأناه مؤخراً في لقاء ترامب وماكرون ؟
هل اقتنعت الولايات المتحدة بفقدانها دفة التحكم في الميدان والمكسورة أصلاً ، وهل تريد من هذه التحركات العسكرية التدخل بما تيسر لها في المرحلة القادمة كطرف فعال في حل الأزمة السورية ؟
ماهي حدود التخوف من حدوث مواجهات عسكرية بين الجيش السوري والقوات الأمريكية المتقدمة نحو الرقة ودير الزور أم أن الولايات المتحدة تريد أن يحدث صداماً بين القوات التي تدعمها تحت مسمى قوات سورية الديمقراطية ؟
وفي حال انتقلت الأوضاع إلى المواجهة المباشرة بين الجيش السوري والقوات الأمريكية أو من يتبعها كيف سيكون موقف حلفاء سورية وتحديداً الموقف الروسي والإيراني ؟
يقول العميد حسون :
طبعاً الولايات المتحدة كانت لها منذ بداية الحرب على سورية مجموعة من الأهداف التي أرات أن تحققها عبر مجموعة من الأساليب ، بدأت من التحركات السلمية المدعومة من قبل سفير الولايات المتحدة آنذاك في سورية ، ومن بعدها انتقلت إلى دعم المجموعات الإرهابية المسلحة ، ومن ثم ذهبت إلى تشكيل قاعدة عسكرية ممثلة بما يسمى بداعش وجبهة النصرة والتي كانت الولايات المتحدة القائد المباشر لتحركاتها داخل الأراضي السورية.
وأردف العميد حسون:
حالياً بعد المتغيرات التي حدثت في الأوضاع الدولية والميدانية وعلى الساحتين العراقية والسورية كان لابد للولايات المتحدة أن تساير هذه المتغيرات خاصة بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيشين العراقي والسوري ، حيث بدأت هذه الانتصارات بسحب الذرائع من تحت يد الولايات المتحدة في سورية والعراق ، فقد كانت الولايات المتحدة تسعى إلى إقامة وزرع قواعد عسكرية خاصة على الحدود العراقية السورية والسورية الأردنية للتحكم بدخول المجموعات الإرهابية وخروجها من إلى الدول الثلاث.
واستطرد العميد حسون قائلاً:
حالياً هناك مجموعة من التغيرات التي حصلت بعد تحرير الموصل وانتقال العمليات العسكرية للجيش العربي السوري وحلفائه باتجاه الأطراف الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية نحو مدينة الرقة ، أي التنسيق بين الجيشين العراقي والسوري ووصول الجيش العربي السوري وقطع كل طرق التواصل والانتقال لتنظيم "داعش" من المدينة الرقة باتجاه شمال مدينة السخنة لبناء خطوط دفاعية جديدة أمام تحرك الجيش العربي السوري ، وهنا كانت الولايات المتحدة أمام خيارين أما الانسحاب وأما اختلاق مبررات جديدة.
اضاف العميد حسون:
الجيش السوري حاول الاستدارة سابقاً لأجل منع حدوث مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية ، والقوات الأمريكية تواجدت على الأراضي السورية تحت مزاعم محاربة تنظيم "داعش" ، ولكن بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفائه على التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم "داعش" لن يبقى هناك أي مبرر لتواجد القوات الأمريكية على الأراضي السورية فعلى الولايات المتحدة بعد القضاء على "داعش" الانسحاب من الأراضي السورية كونها قوات محتلة، وهنا يمكن الاستعانة بالعامل الروسي لإخراج الولايات المتحدة كون روسيا كانت منذ تصدرها المشهد السياسي في دفاعها عن سورية قدمت الدعم بكافة أشكاله منذ بداية الحرب على سورية ، لذا إن لم تنسحب القوات الأمريكية بعد القضاء على تنظيم "داعش" الذريعة التي تتذرع بها الولايات المتحدة في تواجدها على الأراضي السورية إلإ إن الجيش العربي السوري سوف يدخل بمواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية وسيقدم الحلفاء الدعم بالقوات على الأرض، أما روسيا فسوف تكتفي سورية بطلب تقديم الدعم التقفني والعسكري والعتاد الذي يمكن الجيش السورية من إجبار المحتل على الخروج من أرضه.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم