وأضاف المندوه، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت، أن إسرائيل ردت بالشكل غير المناسب على أحداث الأمس، فمن ناحية لا يوجد مطلقاً أي رابط بين وقوع عملية ضد عناصر من الشرطة الإسرائيلية، وهو أمر يمكن الرد عليه بالقانون، وبين إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين للمرة الأولى منذ نحو نصف قرن.
وتابع "كانت إسرائيل في أحلك الظروف تغلق أبواب المسجد الأقصى في وجه الشباب، وتمنعهم من الصلاة فيه، وكان الأمور تمر باعتبار أن الصلاة لم تمنع بشكل نهائي، فقد كانت السلطات الأمنية الإسرائيلية تسمح للرجال كبار السن، ممن هم فوق 45 عاما — في المعتاد- بالدخول إلى المسجد الأقصى وإقامة الصلاة داخله.
ولفت القيادي في حركة فتح الفلسطينية، إلى أن ردود الأفعال العالمية أمس على واقعة إغلاق المسجد الأقصى واعتقال مفتي القدس كانت مرضية إلى حد ما، ولكن الفلسطينيين انتظروا موقفاً أكثر حزماً من جانب الدول العربية، وخصوصاً الدول التي تدعي حرصها على استمرار القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان العالم.
وحذر القيادي الفلسطيني من احتمالات أن تنفجر انتفاضة فلسطينية جديدة، ستكون نتائجها غير محمودة العواقب بالنسبة للإسرائيليين، خاصة أن الانتهاك هذه المرة كبير في حق واحد من أهم المقدسات الدينية في العالم وليس في فلسطين فقط، لذا يجب التحرك على المستوى الدولي لمنع تكرار هذا الانتهاك، في إطار يضمن سلامة المقدسات الدينية.
وتواصل السلطات الأمنية الإسرائيلية، لليوم الثاني على التوالي، إجراءاتها المشددة داخل الحرم القدسي وفي محيطه، بعد إغلاقه أمس الجمعة في وجه المصلين، للمرة الأولى منذ عام 1969، بعد اشتباك مسلح دار في ساحة المسجد الأقصى.
كما شهد المسجد الأقصى وقبة الصخرة، منذ صباح أمس الجمعة، وحتى صباح اليوم السبت مداهمات متكررة، بجانب اقتحام مكاتب تابعة لوزارة الأوقاف والحرس والعيادات والمكتبات والمتحف، وحتى المآذن في محيط الحرم القدسي.
وقال نشطاء مقدسيون إن القوات الإسرائيلية فتشت مسجد قبة الصخرة 5 مرات، وكسرت أقفال الغرف المغلقة، وفتشت جميع الآبار المحيطة بالمكان، وصادرت مفاتيح عدد من بوابات المسجد الأقصى مثل باب المغاربة والمجلس والأسباط.