وفي أول زيارة لها، إلى أربيل بإقليم كردستان العراق، مؤخرا ً، كانت نساء من الموصل، بانتظار مالالا الحائزة على جائزة نوبل للسلام — المدافعة عن حرية التعليم في بلادها باكستان.
وتحدث إحدى وفد النساء الموصليات، ندى يوسف، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، عن نتائج اللقاء الذي دعت إليه مالالا وبرفقتها أبيها، مؤسس عين الموصل" الموثقة في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"- لكن الأخير لم يتمكن من الذهاب.
وتقول يوسف "بتاريخ 11 يوليو/تموز، تشرفنا بلقائنا الناشطة الباكستانية مالالا، والحائزة على جائزتي السلام الوطني في باكستان، والسلام الدولي للأطفال واصغر فائزة بنوبل للسلام والمتخصصة بشؤون التعليم والطفل والمرأة، والتي تريد أن تعيد بهجة أهالي الموصل لمتابعتها لما جرى من دمار وحرق المكتبة المركزية والتي تضم إرثا ثقافيا يتكلم عن المدينة وعلمائها وثقافتها وتاريخيها وحضارتها التي حاول الأوغاد أن يمحوها من خلال تدميرهم لما موجود في بطون هذه الكتب".
وأضافت يوسف، بعد تداول الحديث مع الناشطة مالالا عن الموضوع تفهمت ما نريده نحن لإعادة البنى التحتية للمدينة المنكوبة، وتعهدت لنا بأنها ستبذل قصارى جهدها من اجل إحياء المكتبة المركزية وإعادتها إلى سابق عهدها من خلال إرسالها لكتب جديدة وقيمة لترفد المكتبة بها.
— نحن كنا مبعوثات من قبل "عين الموصل" أنا ندى، وزميلتي هند جاسم يوسف، وتهاني صالح، للقاء مالالا في أربيل، لقاءها بنا كان مخطط له قبل زيارته للعراق.
وقالت مالالا: شكرا لعين الموصل على ما قدمته لأجل المدينة وأهلها، نحن نساندك ونقف إلى جانبك.
وذكرت عين الموصل، عبر موقعها الموثق من قبل الفيسبوك، إنها قدمت رسالة إلى مالالا التي ردت بدورها بتقديم نسخة من كتابها "أنا مالالا" واهدتها للصفحة، كما وعدت بتقديم المساعدة والوقوف لأجل الموصل من أجل إحياء مكتباتها التي أحرقها ودمرها تنظيم "داعش" الإرهابي طيلة مدة سطوته على المدينة منذ منتصف عام 2014، وحتى التحرر منه بالكامل في 10 يوليو/تموز.
وتعتبر مالالا من مواليد 12 يوليو/تموز 1997، من منطقة وادي سوات في باكستان، أصغر حائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2014، بعد وقوفها بوجه مسلحين من طالبان هاجموها وأصابوها بجرح بليغ في وجهها — نجت منهم بأعجوبة بالغة لتواصل مسيرتها لأجل أن تأخذ الفتيات في بلادها والعالم حقوقهن في التعليم.
وتمكنت عين العين حتى الآن من جمع كميات كبيرة من الكتب لإحياء مكتبات نينوى ومركزها، أرسلت من مختلف دول العالم، على شكل دفعات بأطنان النسخ عوضا ً عن التي أتلفها تنظيم "داعش" في واحدة من أدهى جرائمه بحق المدينة وقيامه بإحراق نحو ثمانية آلاف كتاب نادر ونفيس وهام، في المكتبة المركزية للموصل بدايات عام 2015.