ويعد تغّير الوضع الميداني وتحسنه أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع القيادة العسكرية في سوريا إلى العمل على توسيع رقعة الأمان المحيطة بالقوات المنتشرة كمرحلة أولى، ومن ثم تأمين القرى والبلدات من المخلفات المتفجرة والمزروعة في أماكن يصعب اكتشافها. وقد عثر الجيش السوري خلال تمشيطه لبعض قرى ريف اللاذقية على عبوات ناسفة بأشكال غريبة بعضها يحاكي في تكوينه الحجارة ومخلفات الأشجار وأخرى مترابطة عن طريق الخيوط وغايتها ضرب أرتال المشاة التي تسلك الطرق الجبلية الوعرة، فيما نزعت عدد كبير من الألغام الثقيلة المضادة للعربات والآليات في الطرق المعبدة.
وبدأ الجيش السوري قبل أيام عملية تأمين هندسي نهائي لقرى القطاع الأوسط في ريف اللاذقية انطلاقا من بلدة "غمام" وحتى العمق القريب من جبل التركمان كما أجرى مسوحات تشمل المنازل والأحراش المحيطة مستخدماً المعدات الحديثة القادرة على تحديد الأجسام الغير مرئية بأسلوب المسير المتقارب ومن ثم يجمع المخلفات من عبوات وألغام وبقايا قذائف ويفجرها في حفر عميقة.
ويستعد المدنيون في ريف اللاذقية ممن هجروا قسرا للعودة إلى منازلهم في ظل تنامي الجهود الحكومية والعسكرية الهادفة لتأمين البيئة المناسبة لهم بعيداً عن أي خطر.