وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن هذا البرنامج شكل "عنصرا محوريا في السياسة، التي بدأتها إدارة أوباما عام 2013، للضغط على الأسد من أجل تنحيته"، لكنها أضافت أنه حتى أنصار الرئيس أوباما "وضعوا مدى فعاليته قيد الشك منذ نشرت روسيا قواتها منذ سنتين في سوريا".
وبيّن المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا للصحيفة، أن ترامب اتخذ قرار التخلي عن برنامج "CIA" قبل شهر واحد تقريبا، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية، مايك بوميو، والمستشار الأمني، هربرت رايموند ماكماستر، وذلك قبل
لقائه الأول مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي عقد على هامش قمة مجموعة دول العشرين الكبرى في مدينة هامبورغ الألمانية.
ورفض كل من وكالة الاستخبارات المركزية ومجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة التعليق على تقرير الصحيفة هذا.
ومنذ حوالي ثلاثة أشهر فقط، وبالتحديد يوم 7 أبريل/نيسان الماضي، أطلقت القوات الأمريكية، بأمر من ترامب، 59 صاروخا من طراز "توماهوك"، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات (طياس) العسكري الحكومي جنوب شرق مدينة حمص وسط سوريا.
وأعلن الرئيس الأمريكي أن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي السوري على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية، يوم 04/04/2017، والذي أدى، حسب المعارضة السورية، إلى مقتل حوالي 90 شخصا، من بينهم كثير من النساء والأطفال، وفقا لصحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية.
واستنكرت روسيا هذه العملية، التي أدت، حسب السلطات السورية، إلى مقتل 6 عسكريين من القوات الحكومية و9 مدنيين، واصفة إياها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة مستقلة، إلا أن ترامب أكد، في رسالة وجهها إلى الكونغرس بشأن الضربات، أنه سيتخذ خطوات إضافية في سوريا لتأمين مصالح بلاده في مجال الأمن والسياسية الخارجية، حال تطلبت الضرورة.
بدورها، قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، على خلفية هذا الحادث "لا نرى سلاما في هذه الأرض، بأي حال من الأحوال، مع بقاء الأسد على رأس السلطة السورية".
لكن فورا بعد انتهاء اللقاء بين ترامب وبوتين، تم الإعلان عن توصل كل من الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى اتفاق حول إقامة نظام لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا يشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وتقع هذه المناطق على حدود سوريا مع الأردن والعراق وتنشط فيها منذ وقت طويل، حسب معلومات "واشنطن بوست"، فصائل سورية معارضة مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وفي هذا السياق، لفتت مصادر الصحيفة إلى أن إلغاء برنامج تسليح المعارضة لم يدخل ضمن شروط هذا الاتفاق، التي بدأت المفاوضات حولها قبيل لقاء ترامب وبوتين.
وأوضحت هذه المصادر أن عملية إغلاق البرنامج السري الأمريكي ستستمر عدة أشهر، مشيرة إلى أن من الممكن أن جزءا من هذا الدعم سيتم توزيعه بين المهمات الأخرى في سوريا مثل محاربة تنظيم "داعش" أو ضمان أمن الفصائل المعارضة.
كما لفتت إلى أن هذا القرار دعمته حكومة الأردن، الذي تم تدريب عدد من مسلحي المعارضة السورية على أراضيه.
ويمثل هذا الإجراء، حسب معطيات "واشنطن بوست"، جزءا من الاستراتيجية الجديدة الأوسع، التي يتبعها ترامب وتركز على عقد مفاوضات مع روسيا حول اتفاقات بشأن إعلان هدنات محددة في مناطق سوريا.
إلا أن قرار الرئيس الأمريكي لن يؤثر، في الوقت ذاته، على البرامج، التي ينفذها البنتاغون في مجال دعم فصائل المعارضة السورية المعتدلة.
ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين، الذين يدعمون هذا البرنامج، قولهم إن هذا القرار يعد تنازلا كبيرا.
وقال مسؤول في الإدارة الحالية، شريطة عدم الكشف عن هويته، في حديث للصحيفة "إن هذا القرار حيوي…وبوتين فاز في سوريا".
من جانبه، قال إيلان غولدنبيرغ، المسؤول السابق في إدارة أوباما ومدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد "هذه الخطوة، على ما يبدو، إيماءة للسير باتجاه الواقع".